بسم الله وله الحمد والمجد نور السموات والأرضين والصلاة والسلام على سراجه المنير الحبيب المصطفى البشير وآله مصابيح الهدى.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم… دأب كثيرٌ من شعراء الولاء على إفتتاح قصائدهم الحسينية بندبة شعرية يخاطبون فيها إمام العصر المهدي الموعود- عجل الله فرجه الشريف-لأنه الآخذ بثأر الحسين- عليه السلام-.
والأخذ بثأر سيد الشهداء يعني في الواقع إنهاء جميع أشكال الظلم والجور وحاكمية الطواغيت وعوامل الضعف والتخاذل عن نصرة الحق وهذه هي العوامل التي أدت الى واقعة الطف الدامية.
في هذا اللقاء -أيها الاخوة والأخوات - نقرأ لكم نماذج من هذا الشعر الحسيني المهدوي من إنشاء فقيه بارع وأديب مبدع من خريجي الحوزة العلوية في النجف الأشرف هو العالم التقي آية الله الشيخ عبدالحسين الأعسم المتوفى سنة ألف ومئتين وسبع وأربعين للهجرة رضوان الله عليه.
قال الشيخ الأعسم في قصيدة عبّر في مطلعها عن عميق حبه لإمام زمانه - عليه السلام - متطلعاً لرؤيته، قال - رحمه الله-:
من لقلبي بأن يفوز بمن يهواه
بعد التياعه بالبعاد
حبذا ساعة ألاقيه فيها
ما ألذ السلسال في قلب صاد
صاحبي اشرحا بندبته صدري
فقد ضاق بي فضا كل ناد
بأبي والعزيز من أهل بيتي
أفتديه وطار في وتلادي
خاتم الأوصيا لخاتم رسل الله
غوث الولي حنف المعادي
طال حمل النوى به فمتى يا
فرج الله ساعة الميلاد
أي يومٍ يشدو البشير بمن لم
يحل في غيبه ترنم شاد
وتلاقي عيناي منه محيا
بين عينيه نور أحمد باد
مصلتاً عضبه لا صلاح هذا
الكون بعد امتلائه بالفساد
كم دهوكم بنكبةٍ حق فيها
خلع أرواحنا من الأجساد
خلدت في قلوبنا حزناً لا
ينجلي فجره مدى الآباد
كم رزايا في كربلا كست
الإيمان أحزانها ثياب حداد
يوم ذل الإسلام وانتسفت في
أوجه المسلمين كثب رماد
وتبدت أمية تتقاضى
دينها من بني النبي الهادي
أدركت بالحسين ثارات بدر
وشفت منه سالف الأحقاد
آل بيت النبي أنتم غياثي
في حياتي وعدتي لمعادي
ما تزودت للقيامة إلا
صفو ودي لكم وحسن اعتقادي
ونلتقي بالشيخ عبدالحسين الأعسم في قصيدته البائية الشهيرة وهو ينطلق من الأحاديث الشريفة المتحدثة عن خصائص العدل المهدوي، مخاطباً مولانا بقية الله المنتظر- عجل الله فرجه- بقوله- رضوان الله عليه-:
فقم واملأ الدنيا فداؤك أهلها
بعدل تقيل الشاة فيه مع الذئب
وأضف علينا برد عطفك سائساً
جميع أمور الخلق بالعزل والنصب
وقم قاضياً حق العلى بعزائم
تهب هبوب الريح في الشرق والغرب
وإني لراجٍ من سماحك نفحةً
توطئ رحلي فوق عرعرة الصعب
وتهجم بي مقدام جيش على العدى
لا شفي باستئصال شأفتهم قلبي
ثم يتوجه هذا الفقيه الأديب الى الله عزوجل بالدعاء فيختم بائيته البديعة قائلاً:
أغثنا به اللهم دعوة مقسم
عليك بخير الخلق أحمد والحجب
عليهم صلاة الله مادام ذكرهم
يجلي عن المكروب داجية الكرب
كانت هذه أيها الأخوة والأخوات أبيات مهدوية إخترناها من قصيدتين للفقيه الأديب العالم التقي الشيخ عبدالحسين الأعسم من أعلام النجف الأشرف في القرن الهجري الثالث عشر.
وقد قرأناها لكم ضمن هذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران حسن الأصغاء ودمتم في رعاية الله.