بسم الله وله الحمد والمجد نور النور الذي خلق النور من النور وأنزل النور على الطور في كتاب مسطور في رق منشور بقدر مقدور على نبي محبور هو السراج المنير الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله البدور.
السلام عليكم أيها الأعزاء
عندما نراجع الأحاديث الشريفة نلاحظ بوضوح تأكيدها على حقيقة أن الله جعل مشاهد أوليائه المقربين محمد وآله الطاهرين مراكز لإشعاع نور هدايته للعالمين والمحال التي يحب الله أن يعبد فيها وأن يطلب منه المستغيثون به عزوجل حاجاتهم فهي من البيوت التي أذن الله أن ترفع.
هذه الحقيقة شكلت أحد الأغراض المهمة في الشعر الولائي، وهي محور المقطوعات التي اخترناها لهذا اللقاء من شعر الفقيه المجتهد آية الله الشيخ محمد بن حسين الخليلي العالم الورع والأديب البارع وليد مدينة النجف الأشرف وخريج حوزتها العلمية صاحب الكتب الفقهية المتعددة ومؤلف كتاب قيم في غريب القرآن.. توفي رضوان الله عليه سنة خمس وخمسين وثلثمائة وألف للهجرة المحمدية المباركة.
قال آية الله الشيخ الخليلي في قصيدة يتشوق الى جوار المشهد العلوي إثر إبتعاد مؤقت عنه:
لم يحل لي غير الغري
وغير أندية الأحبه
أواه هل لي بالحمى
من بعد بعد الدار أوبه
لأقبل الأعتاب من مولى
الورى وأشم تربه
حرم ملائكة السما
لطوافها اتخذته كعبه
وبه نشاوى العارفون
مذ احتسوا كأس المحبه
من حيث سر الله و
التوحيد فيه لمن تنبه
واليه أم الواصفون
ولم تعد أي بخيبه
وقال رضوان الله عليه عن فترة ابتعاده تلك في قصيدة ثانية:
حكم الزمان علي من
بعد المهاجرة التعرب
عن قرب من في قربه
يرجو الشفاعة كل مذنب
قرب الوصي وكل ذي
دين بذاك القرب يرغب
يا دهر قد أسرفت في
ظلمي بلا ذنب مسبب
أبعدتني عن قرب قبر
المرتضى عنقاء مغرب
قسما بمرقده الذي
مالي سوى رؤياه مأرب
ماطاب لي عيشا ولا
لي ساغ بعد البعد مشرب
فعسى الزمان يعود لي
بعد التباعد بالتقرب
مستمعينا الأفاضل مع آية الله الشيخ محمد حسين الخليلي الى التشوق للمشهد الحسيني فنقرأ له هذه المقطوعة الوجدانية التي يقول فيها مناجيا ربه الجليل تبارك وتعالى:
يا رب عوضت الحسين
بكربلا عما أصابه
إن الذي من تحت قبته
دعاك له استجابه
يممت مرقده لما
أيقنت باب الله بابه
صبت على قلبي الهموم
وناظري أبدى انسكابه
وتمثلت لي كربلا
وحسين ما بين الصحابة
مثل الأضاحي في الثرى
سلبوا العدى حتى ثيابه
والقلب مني لاهب
هلا تسكن لي التهابه
ونتوسل مع آية الله الفقيه الخليلي الى الله عزوجل بولية العبد الصالح أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين عليهما السلام، فنردد قوله رضوان الله عليه:
أبا الفضل هل للفضل غيرك يرتجى
وهل لذوي الحاجات غيرك ملتجى
قصدتك من أهلي وأهلي لك الفدا
وهل يقصد المحتاج إلا ذوي الحجى
لأمر له قد عيل صبري أشقني
ولست أرى إلاك منه مفرجا
ومن كربلاء المقدسة نتوجه مع هذا الفقيه الورع الى مولانا الإمام الرضا عليه السلام ومشهده القدسي المبارك وهذه الأبيات التي أنشأها الشيخ الخليلي في زيارته لشمس الشموس قال – رضوان الله عليه -:
تغربت عن أهلي وولدي وأوطاني
وجبت الفيافي من سهول وأحزان
وقاسيت ما قاسيت كي ألف لاثما
لأعتاب أبواب الرضا في خراسان
فأن أك عن ذنب وسوء سريرة
ولم أك أهلا أن أنال باحسان
وحبك أني لا يخالط فكرتي
بأنك لا تستطيع تصلح من شاني
أزل يا فدتك النفس ما كان مانعا
ومنك فقربني بأسرع من آن
كانت هذه إخوتنا وأخواتنا مستمعي إذاعة طهران مقطوعات من الشعر الولائي للفقيه الورع آية الله الشيخ محمد حسين الخليلي من أعلام النجف الأشرف في القرن الهجري الرابع عشر رضوان الله عليه.
وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار نترككم في رعاية الله سبحانه.