البث المباشر

مناقب علوية في أشعار للكميت والشافعي وابن الرومي

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 11:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 369

بسم الله وله عظيم الحمد والثناء أن تفضل علينا بمعرفة ومودة أحب خلقه إليه وأنفعهم لعباده صفوته المنتجبين محمد واله الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله وبركاته.
من المصادر المهمة لمعرفة مناقب الامام علي -عليه السلام- ومعرفة دوره المحوري في الاسلام بعد النبي المصطفى –صلي الله عليه واله-، هو ما سجله ديوان الشعر الاسلامي من هذه المناقب الواردة في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة.
ومن الملاحظ أنه وعلى الرغم من الضغوط الشديدة التي فرضتها السلطات الحاكمة لمنع شعراء الاسلام من ذكر مناقب الوصي المرتضى – عليه السلام - فإن شعراء الاسلام ومنذ صدر الاسلام قد سجلو هذه المناقب في قصائد كثيرة خلدها التاريخ..نختار منها في هذا اللقاء نماذج من القرنين الهجريين الثاني والثالث، تابعونا مشكورين.
نبدأ أولا بشيخ الشعراء العلماء وهو:
أبو المستهل الكميت بن زيد قال عنه أبو الفرج: شاعر مقدم عالم بلغات العرب، خبير بأيامها، من شعراء مضر وألسنتها، وكان في أيام بني أميه، ولم يدرك الدولة العباسية ومات قبلها، وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلك. وقيل عنه: كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر: كان خطيب أسد، فقيه الشيعة، حافظ القرآن العظيم، ثابت الجنان، كاتبا حسن الخط، نسابة جدلا، وهو اول من ناظر في التشيع، راميا لم يكن في أسد أرمى منه، فارسا شجاعا سخيا دينا، وهو شاعر أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ورد عنهم (عليهم السلام) في حقه مدائح قيمة، كانت ولادته سنة (٦۰ للهجرة) ووفاته سنة (۱۲٦للهجرة) (رضوان الله عليه).
قال الكميت بن زيد الأسدي في إحدى قصائده:

علي أمير المؤمنين وحقه

من الله مفروض على كل مسلم

وإن رسول الله أوصى بحقه

وأشركه في كل حق مقسم

وزوجه صديقه لم يكن لها

معادلة غير البتولة مريم

وردم أبواب الذين بني لهم

بيوتا سوى أبوابه لم يردم

وأوجب يوما بالغدير ولاية

على كل بر من فصيح وأعجم

وقال الكميت الأسدي – رضوان الله عليه – يرثي أمير المؤمنين – عليه السلام -:

نفي عن عينك الأرق الهجوعا

وهم يمتري منها الدموعا

دخيل في الفؤاد يهيج سقما

وحزنا كان من جذل منوعا

لفقدان الخضارم من قريش

وخير الشافعين معا شفيعا

لدى الرحمن يصدع بالمثاني

وكان له أبوحسن قريعا

حطوطا في مسرته ومولي

إلى مرضاة خالقه سريعا

وأصفاه النبي على اختيار

بما أعيا الرفوض له المذيعا

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها خطرا مبيعا


مستمعينا الأكارم ونقرأ لكم من شعر إمام المذهب الشافعي محمد بن إدريس الشافعي قوله في مدح أهل الكساء _عليهم السلام _:

إذا في مجلس نذكر عليا

وسبطيه و فاطمة الزكية

يقال تجاوزوا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضية

برئت إلي المهيمن من أناس

يرون الرفض حب الفاطمية

وقال الإمام الشافعي رحمه الله أيضا يرد على اتهامات و لوم النواصب:

إلام ألام و حتي متى

أعاتب في حب هذا الفتى؟

وهل زوجت فاطم غيره

وفي غيره هل أتى (هل أتى)؟


وننقلكم إخوة الولاء إلى أحد أعلام الأدب الإسلامي في القرن الهجري الثالث وأبيات من شعره في تخليد واقعة الغدير الخالدة، إنه الشاعر المبدع أبوالحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبيد الله بن عيسي، الشهير بابن الرومي: ولد ببغداد سنة (۲۲۱ ه) و قالوا عن أدبه: شعره الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربى على سبائك التبر حسنا وبهاء، فكان فنانا بارعا أوتي ملكة التصوير ولطف التخيل والتوليد وبراعة اللعب بالمعاني والأشكال، وكان ذا حظ وافر في اللغة، وقصائده دالة علي تبحره في اللغة وإحاطته الواسعة بغريب مفرداتها وأوزان اشتقاقها وتصريفها وموقع أمثالها، وليس في شعر العربية من تبدو هذه الشواهد في كلامه بهذه الغزارة و الدقة غير المترجم و المعري، عاش ابن الرومي حياته في بغداد، وتوفي في جمادي الأولى سنة (۲۸۳ ه) رحمة الله عليه.
قال ابن الرومي في إحدى قصائده مشيرا إلى بعض مناقب أميرالمؤمنين (عليه السلام):

لكن حبي للوصي مخيم

في الصدر يسرح في الفؤاد تولجا

فهو السراج المستنير و من به

سبب النجاة من العذاب لمن نجا

وإذا تركت له المحبة لم أجد

يوم القيامة من ذنوبي مخرجا

قل لي أأترك مستقيم طريقه

جهلا و أتبع الطريق الأعوجا؟

وأراه كالتبر المصفى جوهرا

وأرى سواه لناقديه مبهرجا

ومحله من كل فضل بين

عال محل الشمس أو بدر الدجي

قال النبي له مقالا لم يكن

يوم الغدير لسامعيه ممجمجا

من كنت مولاه فذا مولي له

مثلي وأصبح بالفخار متوجا

وكذاك إذ منع البتول جماعة

خطبوا وأكرمه بها إذ زوجا

وله عجائب يوم سار بجيشه

يبغي لقصر النهروان المخرجا

ردت عليه الشمس بعد غروبها

بيضاء تلمع وقدة وتأججا


رحم الله الأديب المبدع أباالحسن علي بن عباس الشهير بابن الرومي وجزاه الله خيرا على هذه الأبيات الولائية الخالدة.
وجزاكم الله خيرا إخوتنا مستمعي إذاعة طهران على طيب المتابعة لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) نترككم في رعاية الله ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة