بسم الله وله جميل الحمد وخالص الشكر أن هدانا للتوسل إليه بأحب خلقه إليه وأشدهم رأفة ورحمة بعباده حبيبه المصطفى وآله مصابيح الهدى صلواته وتحياته عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين …إخترنا لكم في هذا اللقاء أبيات في التوسل الى الله بأهل بيت النبوة الخاتمة عليهم السلام من إنشاء شاعرين مبدعين وعالمين، الأول من القرن الهجري السادس هو الذي قال عنه الدكتور مصطفى جواد رحمه الله: هو كواكب الأدباء، إنه ابو المعالي سالم بن علي المعروف بابن العودي التغلبي النيلي نسبة الى بلدة النيل قرب مدينة الحلة العراقية وهو من أعلام القرن الهجري السادس المتوفى سنة ٥٥۸ للهجرة، أما الثاني فهو من جبل عامل في لبنان وهو العالم الفاضل والأديب الزاهد نصر الله بن ابراهيم الطيبي المخزومي المتوفى سنة ۱۲۳۰ للهجرة رضوان الله عليهما.
قال ابو المعالي سالم بن علي المعروف بابن العودي رضوان الله عليه من إحدى قصائده الولائية:
وأصفيت مدحي للنبي وصنوه
وللنفر البيض الذين هُم هُم
هُم التين والزيتون آل محمد
هُم شجر الطوبى لمن يتفهم
هم جنةُ المأوى هم الحوض في غدٍ
هم اللوح والسقف الرفيع المعظم
هم الآية الكبرى هم الركن والصفا
هم الحج والبيت العتيق وزمزم
هم في غدٍ سفن النجاة لمن وعى
هم العروة الوثقى التي ليس تفصم
هم الغاية القصوى هم منتهى المنى
سل النص في القرآن ينبئك عنهم
هم في غدٍ للقادمين سقاتهم
إذا وردوا والحوض بالماء مفعم
هم شفعاء الناس يوم عرضهم
الى الله فيما أسرفوا وتجرموا
هم منقذونا من لظى النار في غد
إذا ما غدت في وقدها تتضرم
ومن ذا يساميهم بفخر فضيلة
من الناس والقرآن يؤخذ عنهم
وبعد هذه الأبيات لابن العودي النيلي الحلي من القرن الهجري السادس ننتقل بكم أيها الأعزاء الى القرن الهجري الثالث عشر ومختارات من شعر الولاء للأديب العالم الشيخ نصر الله الطيبي العاملي، نبدأها بقوله متوسلاً الى الله عزوجل بعدل قرآنه المجيد:
إلهي بحق المصطفى ووصيه
علي وبالزهراء والحسنين
وبالتسعة الغر الذين ولاهم
وطاعتهم فرض على الثقلين
أنلني بهم قبل الممات وعنده
ومن بعده يا رب قرة عين
وقال رحمه الله يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام:
أبا حسن يا خير ماش وراكب
وأفضل من سارت إليه قفول
أرجيك للامر الجليل وانما
يرجى لدى الأمر الجليل جليل
فلا ترجعني خائبا منك سيدي
فأنت الذي تولي المنى وتنيل
اتتركني للنائبات وليس لي
سوى حبكم في النائبات مقيل
وللشيخ الطيبي رضوان الله عليه مخمسا بيتي التهامي اللذين تمثل بهما السلطان سليمان العثماني لما قدم النجف لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام وكان أشار عليه بعض وزرائه بالركوب ففتح القرآن الكريم فخرج: فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى، فأمر بضرب عنق الوزير وانشد البيتين وهذا تخميسهما:
علي ولي الله نور شهابه
وعيبة علم الله سر كتابه
إذا ما بدا يوما فسيح رحابه
تزاحم تيجان الملوك ببابه
ويكثر في وقت السلام ازدحامها
به الملة الغراء أركانها علت
وهمته العلياء للدين كملت
مليك له صيد الملوك تذللت
إذا ما رأته من بعيد ترجلت
و ان هي لم تفعل ترجل هامها
وللشيخ نصر الله الطيبي تخميسٌ مؤثر لبيتين مشهورين في خطاب اميرالمؤمنين عليه السلام، خمسهما قائلاً:
يا من غدا خير فكاك من الحرج
ومن لديه شفاء الروح والمهج
اني مقيم بباب النصر والفرج
لا ادخل الباب حتى تصلحوا عوجي
وتقبلوني على عيبي ونقصاني
يكاد يقضي على نفسي من الأسف
إذا تذكرت ما قدمت من سرف
لكن قبولكم يا سادتي كنفي
فان قبلتم فيا عزي ويا شرفي
وان أبيتم فيا ذلي وخسراني
وأخيراً نقرأ قوله في زيارة الصديقة الصغرى زينب الكبرى بنت أميرالمؤمنين عليهما السلام:
يا زائرا خير قبر
حلت به بنت احمد
عد ما استطعت معادا
إليه فالعود احمد
إنتهي إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الوقت المخصص لهذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار، تقبلوا منّا خالص الدعاء بدوام الموفقية ودمتم في رعاية الله.