بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أنوار هداية ورحمة الله رسول الله وآله أصفياء الله، السلام عليكم إخوة الولاء، أهل بيت النبوة عليهم السلام هم حلقات النور الإلهي المتصلة التي لاكمال للدين بقطع بعضها عن بعض. هذه من الحقائق العقائدية التي هدتنا اليها كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وهي محور القصيدة الغراء التي إخترناها لهذا اللقاء من شعر الفقيه العاملي والأديب الولائي الشيخ ابراهيم الطيبي المخزومي المتوفى سنة ۱۲۱٤ للهجرة تابعونا مشكورين.
قال الفقيه المخزومي – رضوان الله عليه-:
هنيئاً لمن اوفى على الروضة التي
يغرد طير الحق فيها ويهتف
وثم امام الحق لولا وجوده
لما كان موجود سوى الله يعرف
هو الأخضر الطامي علوما ونائلا
و لكنه باللؤلؤ الرطب يقذف
هو البدر لكن لايصاب كماله
بنقص ولافي رونق التم يخسف
هو السيد الندب الذي بولائه
يدل على الرحمن عاص ومسرف
مجيد له في ذروة المجد حضرة
عليها من النور الإلهي رفرف
وأبلج ميمون النقيبة ذكره
به يتقى صرف الزمان ويصرف
بدا فانجلى ليل الضلال عن الورى
وكيف بقاء الليل والصبح مشرف
له عترة كالنيرات وانها
لأعرق منها في السماء واعرف
مودتهم اجر الكتاب وحبهم
وجدك أجدى ما حواه المكلف
حماة كماة ينهضون إلى الوغى
خفافا واصلاب الرجال تقصف
يرومون في النادي حياء وعفة
كأن الفتى منهم حسام مغلف
ويغشى الورى قبل السؤال نوالهم
مخافة ان لايظفر المتعفف
وهم حجج الباري وهل يدفع السنا
من الشمس الا اكمه متعسف
وكل حديث عنهم فهو صادق
وكل حديث عن سواهم مزخرف
ومن ذا يماري في علاهم ومنهم
علي ولايرتاب في الحق منصف
امام الهدى صنو النبي وصهره
وأفضل مخلوق سواه وأشرف
هو العالم الحبر الذي جاوز الورى
إلى غاية العرفان حين توقفوا
جواد تخال البر والبحر نقطة
لدى جوده الغمر الذي ليس ينزف
فتى نبذ الدنيا ومر مسلما
كذلك ينجو الحازم المتخفف
ولما مضى أبقى علينا خليفة
ندين به والبدر للشمس يخلف
هو الحسن الميمون والطيب
الذي بغرته عرش الجليل مشنف
اتتنا به الزهراء بضعة احمد
وأفضل من لاث الخمار وأشرف
امام هدي في الحشر فاز وليه
وخاب مناويه الذي عنه يصدف
ولما أجاب الله أبقى شقيقه
يحاط به الدين الحنيف ويكنف
حسين حسام الدين وابن حسامه
وعامل رب العالمين المثقف
وريحانة الهادي الذي كان مغرما
بطلعته يشتم طورا ويرشف
هو السيد المقتول ظلما وربما
أصاب الردى شمس النهار فتكسف
قضى ظاميا والسبعة الأبحر التي
سمعت بها من جوده تتالف
وما كنت أدري يعلم الله انه
يصيب الحيا حر الظماء فيتلف
مصاب لعمر الله اطلق عبرتي
و قلبي في قيد من الحزن يرسف
فيا قمرا أودى واعقب أنجما
تزول بها الظلماء عنا وتكشف
هم التسعة الغر الأولى لرضاهم
وغيظهم يرضى الجليل ويأسف
علي امام العابدين وزينهم
وسيدهم والناسك المتقشف
وعيبة اسرار الاله محمد
امام الهدى والمالك المتصرف
ومطلع أنوار الحقيقة جعفر
ودع مايقول الجاهل المتعسف
وحامي حما الزوراء موسى بن جعفر
ملاذ بني الأيام والدهر مجحف
وضامن دار الخلد للزائر الذي
اتاه يؤدي حقه لايسوف
وبحر الندا ذاك الجواد الذي جرى
رويدا فبذّ الغيث والغيث موجف
وسيدنا الهادي إلى منهج الهدى
وقد ضل عنه عارف ومعرف
ومولى الأنام العسكري وذخرهم
وكهفهم والسيد المتعطف
ونور الهدى المهدي والفاعل الذي
بماضيه أعناق النواصب تحذف
لعمري لقد أطريت قوما بمدحهم
ينوه إنجيل ويعلن مصحف
شموس وأقمار إذا ما ذكرتهم
تهلل وجه الصبح والليل مغدف
اتخذتهم والحمد لله جنة
اكف بها صرف الردى وأكفكف
بهم طاب عيشي في الحياة وفي غد
بهم يسعد العبد الشقي ويسعف
خفضت جناحي راجيا فتح بابهم
إذا ضمني يوم القيمة موقف
إذا نال إبراهيم برد رضاهم
يخوض أوار النار لايتخوف
خدمت علاهم بالقوافي لأنني
بخدمتهم دون الورى أتشرف
هم المنعمون المفضلون وعبدهم
ضعيف بغير الشكر لايتكلف
وكم عطفوا يوما علي بفضلهم
ولم يبرح المولى على العبد يعطف
ولو جهلوا أمري هتفت بشرحه
ولكنهم مني بذلك اعرف
فان اعرضوا عني وحاشا علاهم
فقد عاقبوني بالجفاء وانصفوا
وان أومض البرق اليماني منهم
تيقنت ان الري لايتخلف
قرأنا لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران بديعة الفقيه الأديب الشيخ ابراهيم الطيبي المخزومي العاملي رضوان الله عليه في مدح أهل بيت النبوة –عليهم السلام – شكراً لكم على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، في أمان الله.