بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أصفياء الله محمد واله الهداة الى الله، السلام عليكم اخوة الايمان، ان اي منصف من أي مذهب كان امعن النظر فيما قال النبي المصطفى بحق وصيه المرتضى عليهما والهما السلام، لا يملك قلبه من التوجه بقلبه الى محبة أمير المؤمنين عليه السلام والبراءة من أعدائه. وهذا مانراه متجلياً في المديحة العلوية الغراء التي نقرأها لكم في هذا اللقاء وقد أنشأها احد حفاظ أهل السنة هو الفقيه الحنفي والمحدث الخطيب ابو محمد الموفق بن احمد الخوارزمي من أعلام القرن الهجري السادس، المتوفى سنة ٥٦۸ للهجرة ننقلها لكم من كتابه القيم المناقب، كونوا معنا.
قال خطيب خوارزم رحمه الله :
ألا هل من فتى كأبي تراب
وانى مثله فوق التراب
اذا ما مقلتي رمدت فكحلي
تراب مس نعل أبي تراب
محمد النبي كمصر علم
أمير المؤمنين له كباب
هو البكاء في المحراب لكن
هو الضحاك في يوم الحراب
هو المولى المفرق في الموالي
جرائب قد حواها بالحراب
وعن حمراء بيت المال أمسى
وعن صفرائه صفر الوطاب
شياطين الوغى دحروا دحوراً
به اذ سل سيفا كالشهاب
نعم زوج البتول أخو أبيها
أبو السبطين رواض الصعاب
علي ما علي ما علي
فتى يوم الكتيبة والكتاب
علي بالهداية قد تحلى
ولما يدرع برد الثياب
علي كاسر الاصنام لما
علا كتف النبي بلا احتجاب
علي في النساء له وصي
أمين لم يمانع بالحجاب
علي ان غزا قوماً تجدهم
مراد الطير منتجع الذباب
علي قرنه العاتي قراب
اذا شام الحسام من القراب
علي ان رموه بمعضلات
معقدة له فصل الخطاب
علي عانقت يمناه طرا
كعوب رماحه دون الكعاب
علي ضارب بضبا كشهب
مضيف في جفان كالجوابي
علي عابس طلق المحيا
مضاع المال محمي الجناب
علي براءة وغدير خم
وراية خيبر ضرغام غاب
علي قاتل عمرو بن ود
بضربٍ عامر البلد الخراب
علي تارك عمرا كجذع
لقي بين الدكادك والروابي
ففضله النبي بصدق ضربٍ
على من صدقوه في الثواب
ويشير الفقيه الحنفي الموفق الخوارزمي في تتمة قصيدته الغراء هذه الى مبيت أمير المومنين في فراش اخيه المصطفى ليلة الهجرة فادياً له بنفسه فيقول في تتمة مديحته العلوية:
علي في مهاد الموت عارٍ
وأحمد مكتسٍ غاب اغتراب
يقول الروح بخ بخ يا علي
فقد عرضت روحك لانتهاب
علي أحمس الاصحاب قدما
وأسمحهم بنيل مستطاب
وهو اعلمهم وأقضاهم بعلم
بعيد القعر رجاف العباب
و(الرجاف) هو ايها الاخوة والاخوات البحر العميق. ويشير المحدث الخوارزمي بهذا الوصف الى عمق العلوم العلوية، وبعد هذه الاشارة يتابع قصيدته قائلاً:
مؤد في الركوع زكاة مال
حوته حرابه يوم الحراب
علي الضيف والسيف المؤتى
وصوم الصيف والخير الحساب
يعم يوم العطاء له عطاء
حساب ليس يدخل في الحساب
والحساب الاولى هنا تعني الخير الكثير الوفير، ثم ينتقل الموفق الخوارزمي الى توصيف العلاقة بين النبي المصطفى والوصي المرتضى عليهما والهما السلام فيقول:
هما مثلاً كهرون وموسى
بتمثيل النبي بلا ارتياب
بنى في المسجد المخصوص باباً
له اذ سد أبواب الصحاب
كأن الناس كلهم قشور
ومولانا علي كاللُّباب
ولايته بلاريب كطوق
على رغم المعاطس في الرقاب
ففاطمة ومولانا علي
ونجلاه سروري في اكتئابي
ويختم هذا الفقيه الحنفي قصيدته الغراء باشارة الى مظلومية العترة المحمدية الطاهرة قائلاً:
ومن يك دأبه تشييد بيت
فها أنا حب أهل البيت دأبي
لقد قتلوا علياً اذ تخلى
لسبحته فهلا في الضراب؟!
وقد قتلوا الرضا الحسن المرجى
جواد العرب بالسم المذاب
وقد منعوا الحسين الماء ظلماً
وكان الماء ورد للكلاب
بنات محمد في الشمس عطشى
وآل يزيد في ظل القباب
لال يزيد من آدمٍ خيام
وأصحاب الكساء بلا ثياب
يزيد وجده وأباه أقلي
وألعن والديانة لاتحابي
رحم الله الفقيه المحدث ابا محمد الموفق الخوارزمي علم الخطباء المحدثين في القرن الهجري السادس على هذه القصيدة الغراء التي انشأها في مدح الوصي المرتضى عليه السلام واودعها في كتابه القيم (المناقب). شكراً لاخوتنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران على جميل المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار)، دمتم بكل خير وفي امان الله.