بسم الله وله الحمد والشكر أن نوّر قلوبنا بمحبة وموالاة مهابط رحمته ومعادن حكمته المصطفى الأمين وآله الطاهرين صلواته وتحياته عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوة الولاء، نصت الأحاديث النبوية التي رواها حفاظ السنة المحمدية من الفريقين أن أهل بيت النبوة عليهم السلام هم أمان الأمة من الضلالة وهم سفن النجاة من الشقاء الموصلة الى سعادة الدنيا والآخرة، هذه الحقيقه تتمحور عليها الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من ديوان صاحب القصيدة الأزرية المباركة الشيخ كاظم البغدادي التميمي المشهور بالأزري رضوان الله عليه. وهو الأديب العالم المولود في بغداد سنة ۱۱٤۳ للهجرة، والآخذ لمعارف الإسلام في حوزة النجف الأشرف، والمتوفى سنة ۱۲۱۱ هجرية في بغداد، حيث دفن في إحدى حجرات الصحن الكاظمي المبارك رضوان الله عليه.
من القصيدة في الموعظة والحكمة والهداية الى سبيل النجاة قال الشاعر الولائي الشيخ كاظم الأزري:
وآل عليِ فاتخذهم وسيلة
فإنهم روح البسيطة والعقل
ولا تتخذ إلا حماهم وقاية
بهم تكشف الأهوال إن زلت النعل
بكم آل بيت المصطفى ميز الهدى
عن الغي والتوحيد والفضل والعدل
فكل أخي فضل ومجد وإن علا
فمفخرهم بعض وعندكم الكل
وإن قيس جدواكم بجدوى سواكم
فجودكم يم ومن بعضه الوبل
وما سيد يعلو على متن منبر
ليهدي الورى إلا لذكركم يتلو
وقربكم من كل لابسة وقى
وقولكم فصل وحبلكم وصل
وحبكم سعد وبغضكم شقا
بذا حكم التنزيل والعقل والنقل
لقد خيب الساعي إذا أم غيركم
إذا لم يفز فيكم فلا أجملت جمل
سفينة نوح للنجاة ورفدكم
هو الخصب للدنيا إذا أعوز المحل
وعملكم ما لايحاط بوصفه
لقد ضاق عنه اليم والوعر والسهل
وقال الشيخ كاظم الأزري من قصيدة ثانية في رثاء الإمام الحسين عليه السلام مخاطباً أهل بيت النبوة عليهم السلام:
يا من نجاة بني الدنيا بحبهم
كأنما البحر لم يركب بلا سفن
طوبى لحظ محبيكم لقد حصلوا
على نصيب بقرن الشمس مقترن
يا قادة الأمر حسبي أنس حبكم
في وحشة الحشر يرعاني ويؤنسني
هل تزدري بي آثامي ولي وله
بكم إلى درجات العرش يرفعني
وهل تميد بي الدنيا إلى دول
ومن ولائي فيكم ما يقومني
ومنكر ونكير لا أهابهما
أنى ولحظ رجال الله يلحظني
ظفرت بالأمن إذ يممت مالكه
وصعب نيل المنى سهل على الفطن
يا من بقدرهم الأعلى علت مدحي
والدر يحسن منظوما على الحسن
إن طالبتني بمدح ذات أمجدكم
فرب طالب أمر وهو عنه غني
فهاكم من شجي البال مغرمة
عذراء ترفل في ثوب من الشجن
جاءت تهادي من الأزري حالية
من اجتلى حسنها الفتان يفتتن
خذوا إليكم بلا أمر مدائحه
أنتم أولوا الأمر من باد ومكتمن
أقول والنفس مرخاة أزمتها
يقودها الوجد من سهل إلى حزن
مهلا فقد قربت أوقات منتظر
من عهد ادم منصور على الزمن
كشاف مظلمة خواض ملحمة
فياض مكرمة فكاك مرتهن
صباح مشرقها مصباح مغربها
مزيل محنتها من كل ممتحن
أغر لا يتجلى نوره سؤدده
ألا بروض من الدين الحنيف جني
تسعى إلى المرتقى الأعلى به همم
لا تحتدي منه إلا قنة القنن
يسطو بسيفين من بأس ومن كرم
يستأصلان عروق البخل والجبن
كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، مختارات من ديوان الأديب العالم الشيخ كاظم الأزري رضوان الله عليه. وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، شكراً لكم ودمتم بكل خير.