بسم الله وله جميل المدح والحمد والشكر والثناء على أن رزقنا مودة وموالاة أحب خلائقه إليه ومطالع نوره المبين الحبيب المصطفى وعترته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، من روائع وبدائع الشعر الولائي ما أنشأه في مدح انوار العترة المحمدية السيد الشهيد والعالم الجليل سيد المدرسين في المشهد الحسيني في عصره ابو الفتح عز الدين نصر الله الموسوي الفائزي الحائري، الذي اُستشهد في اِسطنبول بسبب تشيعه لأهل بيت النبوة عليهم السلام، وذلك اثر وشاية بعض النواصب في سنة خمس وخمسين بعد المائة والالف للهجرة النبوية المباركة.
قال السيد الشهيد قدس سره الشريف في اِحدى غرر مدائحه لسيد الوصيين عليهم السلام:
يا عين هذا المرتضى حيدر
هذا البطين الأنزع الأطهر
هذا الذي رايات أوصافه
في راحة الذكر غدت تنشر
واليوم أكملت لكم دينكم
عن سر ما قد قلته تخبر
هذا الذي للناس في سيفه
وسيبه النيران والابحر
هذا الذي ارغم صمصامه
أنف قريش بعد ما استكبروا
وجدل الأبطال في بدرهم
ووجهه كالشمس إذ تسفر
هذا الذي لو كانت الجن والإنس
واملاك السما تسطر
وكانت الأشجار أقلامهم
وحبرهم ما حوت الأبحر
لم يحرزوا معشار عشر الذي
له من الفضل ولم يحصروا
ويتابع السيد الشهيد ابو الفتح عز الدين المدرس الحائري مديحته العلوية مشيراً الى بركات زيارة مشهد الوصي المرتضى عليه السلام، فيقول رضوان الله عليه:
أحسن بها من روضة غضة
أريجها كالمسك بل اعطر
ودت دراري الشهب لو أنها
على ثراها كالحصى تنثر
وكيف لا وهي جناب لمن
دان له الأسود والأحمر
من شرف البيت بميلاده
وحجره والحجر الأنور
وقد صفا عيش الصفا فيه والمروة
أضحت بالهنا تخطر
وكم به نالت منى من منى
قبل بها بشرت الأعصر
وزال خوف الخيف فيه وقد
تنعم التنعيم والمشعر
فأسمع أميرالنحل نظما غدا
كالشهد ألباب الورى يسحر
وكن كفيلا بخلاص إمرئ
ما زال في بحر الخطا يغمر
مستمعينا الأفاضل، وللسيد الشهيد نصر الله المدرس الحائري مشطرا بيتي أبي نواس في الرضا عليه السلام، قال رضوان الله عليه:
إذا عاينتك العين من بعد غاية
ونورك يسمو البدر والشمس لا يخبو
وأدهشت الأبصار من عظم ما رأت
وعارض فيك الشك أثبتك القلب
ولو أن قوما يمموك لقادهم
سنا وجهك الوضاح والسائق الحب
وله أيضاً مشطرا أبيات أبي نواس في أهل البيت عليه السلام:
مطهرون نقيات ثيابهم
والذكر يشهد والقرآن والسير
تجري مجاري نداهم للأنام كما
تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه
فليس يعلو له قدر ولا خطر
وكيف يسحب ذيل الفخر يوم على
وما له من قديم الدهر مفتخر
الله لما برى خلقا فاتقنه
ولاكم امره فالكل مفتقر
وحيث كنتم لسر الله أوعية
صفاكم واصطفاكم أيها الغرر
فأنتم الملأ الاعلى وعندكم
توراة موسى وما قد أودع الخضر
والصحف أجمع والإنجيل يتبعها
علم الكتاب وما جاءت به السور
وقال قدس سره الشريف ايضاً مخاطباً أهل بيت النبوة المحمدية عليهم السلام:
يا سادة نورهم في الصبح كالبلج
وفيض نائلهم للوفد كاللجج
وترب اعتابهم كالمسك في الأرج
لن أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي
وتقبلوني على عيبي ونقصاني
سودت وجهي بما أودعت في صحف
وقد مددت إليكم كف معترف
بالذنب من أبحر الغفران مغترفي
فان رضيتم فيا عزي ويا شرفي
وان أبيتم فمن أرجو لغفراني
أخوتنا مستمعي إذاعة طهران والى هنا ينتهي لقاءٌ أخر من برنامج (مدائح الأنوار)، خصصناه لقراءة بدائع ولائية من شعر السيد الشهيد أبي الفتح عزالدين نصر الله المدرسي الحائري من أعلام علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام في القرن الهجري الثاني عشر. تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم بكل خير.