بسم الله وله الحمد والشكر على أن جعلنا من أهل الايمان والمودة لحبيبه المصطفى ووصيه المرتضى وآلهما الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، من بدائع القصائد الولائية الجامعة لمشاعر الولاء لأولياء الله والبراءة من أعدائهم هي القصيدة اللامية التي أنشأها الأديب الولائي المبدع مهيار الديلمي الذي جذبه الى الإسلام ما قرأه وسمعه من أخلاق أهل البيت النبوي عليهم السلام، فأقبل على إعتناقه على يد العلامة الأديب السيد الشريف الرضي سنة ۳۹٤ للهجرة، فنفذت الى قلبه مودة العترة المحمدية الطاهرة، فسخر طاقته الشعرية الجياشة للدفاع عن أئمة الهدى ونهجهم عليهم السلام إلى حين وفاته سنة ٤۲۸ رضوان الله عليه. وقد قرأنا لكم أيها الاخوة والأخوات في حلقة سابقة شطراً من قصيدته الغراء ونقرأ شطراً منها في هذا اللقاء، فكونوا معنا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل بعد أن عرض الشاعر الولائي مهيار الديلمي لبعض مظاهر الجفاء التي تعرض لها الوصي المرتضى بعد أخيه النبي المصطفى صلى الله عليه وآله قال رضوان الله عليه:
مواقف في الغدر يكفي سُبّة
منها وعاراً لهم يوم الجمل
يا ليت شعري عن أكف أرهفت
لك المواضي وانتحتك بالذبل
واحتطبت تبغيك بالشر على
أي اعتذار في المعاد تتكل
تطلب أمراً لم يكن ينصره
بمثلها في الحرب إلا من خذل
يا للرجال ولتيم تدعي
ثأر بني أمية وتنحل
وللقتيل يلزمون دمه
وفيهم القاتل غير من قتل
ثم يشير ابو الحسن مهيار الديلمي الى العفو العلوي الكريم عن الذين حاربوه ظلماً وعدواناً في فتنة الجمل، ثم يتطرق الى فتنة صفين مشيراً الى علة هذا المواقف الجائرة وهو يخاطب الوصي المرتضى، قال رحمه الله :
حتى إذا دارت رحى بغيهم
عليهم وسبق السيف العذل
وأنجز النكث العذاب فيهم
بعد إعتزال منهم بما مطل
عاذوا بعفو ماجد معوّد
للصبر حمال لهم على العلل
فنجت البقيا عليهم من نجا
وأكل الحديد منهم من أكل
فاحتج قوم بعد ذاك لهم
بفاضحات ربها يوم الجدل
وما الخبيثان ابن هند وابنه
وإن طغى خطبهما بعد وجل
بمبدعين في الذي جاءا به
وإنما تقفّيا تلك السبل
إن يحسدوك فلفرط عجزهم
في المشكلات ولما فيك كمل
الصنو أنت والوصي دونهم
ووارث العلم وصاحب الرسل
وخاصف النعل وذو الخاتم
والمنهل في يوم القليب والمعل
و القضية العسراء في
يوم الحنين وهو حكم ما فصل
ورجعة الشمس عليك نبأ
تشعب الألباب فيه وتضل
فما ألوم حاسداً عنك انزوى
غيظاً ولا ذا قدم فيك تزل
يا صاحب الحوض غداً لا حلئت
نفس تواليك عن العذب النهل
ولا تسلط قبضة النار على
عنق إليك بالوداد ينفتل
عاديت فيك الناس لم أحفل بهم
حتى رموني عن يد إلا الاقل
تفرغوا يعترقون غيبة
لحمي وفي مدحك عنهم لي شغل
عدلت أن ترضى بأن يسخط من
تقله الارض علي فاعتدل
ولو يشق البحر ثم يلتقي
فلقاه فوقي في هواك لم أبل
ويختم الأديب المبدع مهيار الديلمي الى إنتمائه الفارسي وأنه فضل عليه ولاءه لأهل بيت النبوه عليهم السلام مقتدياً في ذلك بالصحابي الجليل سلمان المحمدي رضوان الله عليه، قال:
علاقة بي لكم سابقة
لمجد سلمان إليكم تتصل
تضمني من طرفي في حبلكم
مودة شاخت ودين مقتبل
فضلت آبائي الملوك بكم
فضيلة الإسلام أسلاف الملل
نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران جميل المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، كونوا معنا في الحلقة المقبلة بأذن الله ودمتم بكل خير.