البث المباشر

قصيدة ابن حماد البصري في مظاهر الولاء الصادق

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 13:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 327

بسم الله وله الحمد والكلمة العليا نور السموات والارض آله العالمين وازكى صلوات المصلين وتحيات المسلمين على مشارق نوره المبين الحبيب المصطفى وآله مصابيح الهدى. السلام عليكم أخوتنا المستمعين، في هذا اللقاء اخترنا لكم ابياتاً من مديحة ولائية تمتاز بقوة عرضها لطائفة من المظاهر العملية والعقائدية للولاء الصادق لاهل بيت النبوة عليهم السلام مع تصوير بليغ لمظاهر البراءة العقائدية والعملية من اعدائهم الناصبين لهم ولأوليائهم وشيعتهم العداء. والقصيدة من انشاء عالم جليل ومن رواة الحديث النبوي في القرن الهجري الرابع، ألا وهو الشيخ ابو الحسن علي بن حماد العدوي العبدي البصري، المتوفي سنة اربعمائة للهجرة رضوان الله عليه. قال شاعر الولاء ابن حماد البصري في بعض أبيات قصيدته النونية التي نقلها العلامة الاميني في موسوعة الغدير:

سامدحكم يا آل احمد جاهدا

وأمنح من عاداكم السب واللعنا

ومن منكم بالمدح اولى لأنكم

لأكرم من لبى ومن نحر البدنا

بجدكم اسرى البراق فكان من

اله البرايا قاب قوسين أو أدنا

أبوكم هو الصديق آمن واتقى

وأعطى وما أكدى وصدق بالحسنى

وشدّ به أزر النبي محمد

وكان له في كل نائبه ركنا

هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه

كذا الدر والمرجان من قعره يجنى

إذا عد أقران الكريهة لم نجد

لحيدرة في القوم كفوا ولا قرنا

فحين رأت وجه الوصي تمزقت

كثلة ظأن أبصرت أسدا شنا

فتى كفه اليسرى حمام بحربه

كذاك حياة السلم في كفة اليمنى

فكم بطل أردى وكم مرهب أودى

وكم معدم أغنى وكم سائل اقنى

يجود على العافين عفوا بما له

ولا يتبع المعروف من منه منا

ولو بث بين الناس معشار جوده

لما عرفوا في الناس بخلا ولا ضنّا

وكل مديح قلت أو قال قائل

فإن امير المومنين به يعنى

سيخسر من لم يعتصم بولائه

ويقرع يوم البث من ندم سِنا

لذلك قد واليته مخلص الولا

وكنت على الاحوال عبدا له قنّا

عليكم سلام الله يا آل احمد

متى سجعت قمريةً وعلت غصنا

مودتكم اجر النبي محمّد

علينا فآمنا بذاك وصدقنا

وعهدكم المأخوذ في الذر لم نقل

لآخذه كلا ولا كيف أو أنّى

قبلنا وأوفينا به ثم خانكم

أناس وما خنّا وحالوا وما حلنا

طهرتم فطهرنا بفاضل طهركم

وطبتم فمن آثار طيبكم طبنا

فما شئتم شئنا ومهما كرهتموا

كرهنا وماقلتم رضينا وصدقنا

فنحن مواليكم تحن قلوبنا

إليكم إذا إلفٌ الى إلفه حنا

نزوركم سعيا وقل لحقكم

لو أنا على أحداقنا لكم زرنا

ولو بضعت أجسادنا في هواكم

إذن لم نحل عنه بحال ولا زلنا

وآبائنا منهم ورثنا ولاءكم

ونحن إذا متنا نورثه الأبنا


ونبقى مستمعينا الأفاضل مع الحiدّث الأديب ابن حماد البصري وهو يعدد مظاهر الولاء الصادق لأهل بيت النبوة عليهم السلام فيخاطبهم قائلاً:

وانتم لنا نعم التجارة لم نكن

لنحذر خسرانا عليها ولا غبنا

وما لي لا أثني عليكم وربكم

عليكم بحسن الذكر في كتبه أثنى

وإن أباكم يقسم الخلق في غد

فيسكن ذا نارا ويسكن ذا عدنا

وانتم لنا غوث وأمن ورحمة

فما منكم بدّ ولا عنكم مغنى

ونعلم ان لو لم ندن بولائكم

لما قبلت اعمالنا أبدا منا

وأن اليكم في المعاد إيابنا

إذا نحن من اجداثنا سُرّعاً قمنا

وأن عليكم بعد ذاك حسابنا

إذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا

وأن موازين الخلايق حبكم

فأسعدهم من كان أثقلهم وزنا

وموردنا يوم القيامة حوضكم

فيظمأ الذي يقصى ويروى الذي يدنى

وأمر صراط الله ثم إليكم

فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جزنا

وما ذنبنا عند النواصب ويلهم

سوى أننا قوم بنا دنتم دِنا

فإن كان هذا ذنبنا فتيقنوا

بأنا عليه لا انثنينا ولا نثنى

ولما رفضنا رافضيكم ورهطكم

رفضنا وعودينا وبالرفض نبزنا

وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهبا

ولله نزهنا وإياه وحدنا

وهم شبهوا الله العلي بخلقه

فقالوا: خلقنا للمعاصي وأجبرنا

فلو شاء لم نكفر ولو شاء أكفرنا

ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنا

وقالوا: رسول الله ما اختار بعده

إماما لنا لكن لأنفسنا اخترنا

فقلنا: إذن انتم إمام إمامكم

بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا

ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا

لنا يوم (خم) لا ابتدعنا ولا جرنا

سيجمعنا يوم القيامة ربنا

فتجزون ما قلتم ونجزى بما قلنا

هدمتم بأيديكم قواعد دينكم

ودين على غير القواعد لا يبنى

ونحن على نور من الله واضح

فيا رب زدنا منك نورا وثبتنا

ظنُ ابن حماد جميلٌ بربه

وأحرى به أن لا يخيب له ظنا


كانت هذه إخوة الايمان ابياتاً من قصيدة غراء في مظاهر الولاء الصادق لأهل بيت النبوة عليهم السلام أنشاها العالم الجليل والمحدث الثقة والاديب الورع الشيخ ابو الحسن علي بن حماد البصري من أعلام القرن الهجري الرابع رضوان الله عليه. وبهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار) استمعتم لها من إذاعة طهران، تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة