بسم الله وله لحمد واليد العليا تبارك وتعالى رب العالمين، والصلاة والسلام على مطالع نوره المبين نجومه الزاهرة المصطفى الامين وعترته الطاهرة. السلام عليكم اعزاءنا المستمعين، من اعلام ابناء الائمة المعصومين عليهم السلام مولانا ولي الله العبد الصالح السيد محمد ابن مولانا الامام الهادي عليه السلام، وهذا السيد الجليل من صفوة الابرار وهو شبيه مولانا فتى الحسين علي الاكبر عليهما السلام، وكان له سلام الله عليه دور مهم في حفظ اخيه الامام الحسن العسكري عليه السلام وخلفه الامام الحجة صاحب الزمان عجل الله فرجه، اذ جذب نحوه انظار طواغيت بني العباس حتى تصوروه خليفة والده الامام الهادي عليه السلام فغفلوا عن اخيه الخليفة الحقيقي لوالده الامام العسكري عليه السلام، وتوجهوا بسهام غدرهم نحوه حتى اغتالوه مسموماً شهيداً سلام الله عليه، وقد شاء الله عزوجل ان يكون مرقد السيد محمد قرب مدينة سامراء من ابواب الحوائج التي يؤمها المتوسلون الى الله بالوسيلة اليه محمد واله الطاهرين، وقد اهتم شعراء الولاء بأنشاء الشعر الصادق في مدح هذا السيد الجليل ومن مدائحه المديحة التي اخترناها لهذا اللقاء وهي من انشاء العالم الجليل الشيخ جعفر بن محمد النقدي، وليد مدينة العمارة العراقية سنة ۱۳۰۳ للهجرة، وخريج الحوزة العلمية في مدينة النجف الاشرف. وقد تقلد القضاء الشرعي في مجلس التمييز الجعفري، وتوفي في مدينة الكاظمية سنة ۱۳٦۹ للهجرة، له رضوان الله عليه ما يزيد على أربعين مؤلفا منها (مواهب الواهب في ايمان أبي طالب) وكتاب (الدروس الاخلاقية) وكتاب (الحجاب والسفور) وغيرها.
قال العالم الاخلاقي الشيخ جعفر النقدي بعد مقدمة لطيفة:
ولكم زرت بها من مرقد
لبني الوحي به حزت الثوابا
لست أنسى ليلة جئت بها
لدجيل مستهاماً أتصابى
قاصداً مرقد قدس في العلى
طاولت قبته السبع القبابا
مرقد الطهر سمي المصطفى
خير خلق الله أصلاً وانتسابا
خلف الهادي أخ الزاكي ومن
بمساعيه زكا، نفساً وطابا
أمنع الناس جواراً وحمى
وأجلّ الخلق قدراً وجنابا
ذو الخصال الغر عنها قد غدت
تقصر الارقام عداً وحسابا
ويواصل الشيخ جعفر النقدي مديحته الغراء لمولانا شبيه علي الاكبر السيد محمد بن الامام الهادي عليهما السلام، فيشير الى كثرة الكرامات التي أظهرها الله عزوجل في مرقده الشريف، واستجابته لأدعية المتوسلين اليه جل جلاله بوليه العبد الصالح السيد محمد بن الامام الهادي، وهي كرامات متواترة مستمرة اقر بها القريب والبعيد قال الشيخ النقدي رضوان الله عليه:
والكرامات التي آحادها
نشرت بين الورى باباً فبابا
هي تهدي حين تروي عسلاً
للمحبين وللاعداء صابا
يصرخ الناصب اذ يسمعها
قائلاً يا ليتني كنت ترابا
تبع الطهر أباه واقتدى
بالنبيين ولله أنابا
وعلى عليائه والده
كم وكم اثنى ثناء مستطابا
حلّ في العلم محلا شامخاً
شأوه عز على الناس طلابا
ولذا لولا البدا كان اماماً
لكن الله دعاه فأجابا
من أناس وقفوا أنفسهم
لإله العرش براً واحتسابا
هم دعاة الحق في آثارهم
قد سعى من قال بالحق صوابا
عن مزاياهم سل المحراب
والحرب والعرب والخيل العرابا
والاحاديث التي في فضلهم
بثها المختار سلها والكتابا
واسأل الايمان عنهم والهدى
وعلوماً كشفوا عنها النقابا
من جميع الخلق في يوم بلى
بولاهم طوق الله الرقابا
هم أمان الارض فيهم عن بني
الارض طراً يدرء الله العذابا
وهم الاسماء فيهم قد دعا
من دعا الله دعاء مستجابا
من بهم لاذ فقد فاز ومن
راح عنهم حائداً ضل وخابا
كم بهم صلت على الدهر وكم
من خطوب الدهر ذللت الصعابا
ويختم الشيخ النقدي مديحته بخطاب مباشر لولي الله السيد محمد ابن الامام الهادي عليه السلام مستمطراً نداه بقوله:
يا أبا جعفر يا ندبا به
يلجأ اللاجي إذا مالخطب نابا
يا جواداً بالندى راحته
لذوي الحاجات تنهل سحابا
جئت استجديك ياغيثاً همي
لمن استجداه سحّاً وانسكابا
لك أشكو جور دهر سامني
برزايا قد برت قلبي اكتئابا
فأغث عبدا على حبكم
يا بني الزهراء قد شبّ وشابا
وعليك الله صلى كلما
أشرقت شمس السما والبدر غابا
كانت هذه مستمعينا الافاضل مديحة غراء في مدح ولي الله الزاهد والعبد الصالح السيد محمد ابن مولانا الامام الهادي عليه السلام، وهي من انشاء العالم الورع والاديب المبدع الشيخ جعفر النقدي من أعلام علماء العراق في القرن الهجري الرابع عشر. وبهذا ينتهي لقاء آخر من برنامج (مدائح الانوار)، كنا فيه معكم من اذاعة طهران شكراً لكم وفي امان الله.