بسم الله وله الحمد والمجد نور السموات والأرضين، وصفوة صلوات المصلين على صفوة الله من الخلائق أجمعين ابي القاسم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم اخوتنا المستمعين، مما تميز به شعراء الولاء هو كونه شعر استدلالي يعتمد عرض الأدلة والبراهين الشافية على ما يتبناه من مودة وموالاة أهل بيت النبوة سلام الله عليهم. وهذا ما نجده متجلياً في شعر أديب القرن الهجري الرابع العالم الزاهد أبي محمد طلحة بن عبيد الله بن أبي عون الغساني العوني. وقد قال عنه العلامة الاميني في موسوعة الغدير (لعل في شهرة العوني وشعره السائر وطرفه المدونة في الكتب غنى عن تعريفه وذكر عبقريته وتفوقه في سرد القريض ونبوغه في نضد جواهر الكلام، كما أن فيما دون من تاريخ حياته وما يؤثر عنه من جمل الشعر ومفصلاته كفاية للباحث عن أدلاء الحجة على تشيعه وتفانيه في ولاء سادته وأئمة دينه صلوات الله عليهم).
قال ابو محمد الغساني العوني في احدى قصائده الاستدلالية:
ان رسول الله مصباح الهدى
وحجة الله علي كل البشر
جاء بفرقان مبين ناطق
بالحق من عند مليك مقتدر
فكان من أول من صدقه
وصيه وهو بسن ما ثغر
ولم يكن أشرك بالله ولا
دنس يوما بسجودٍ لحجر
فذاكم أول من أمن بالله
ومن جاهد فيه ونصر
أول من صلي من القوم ومن
طاف ومن حج بنسك واعتمر
من شارك الطاهر في يوم العبا
في نفسه من شك في ذاك كفر
من جاد بالنفس ومن ضن بها
في ليلة عند الفراش المشتهر؟!
من صاحب الدار الذي انقض بها
نجم من الجو نهارا فانكدر؟!
من خص بالتبليغ في براءة؟!
فتلك للعاقل من احدي العبر
من كان في المسجد طلقا بابه
حلا وأبواب أناس لم تذر؟!
من حاز في (خم) بأمر الله ذاك
الفضل واستولي عليهم واقتدر؟!
من فاز بالدعوة يوم الطاير
المشوي من خص بذاك المفتخر؟!
من ذا ألذي أسري به حتي رأي
القدرة في حندس ليل معتكر؟!
سايل به يوم حنين عارفا
من صدق الحرب ومن ولي الدبر؟!
كليم شمس الله قد عادت له
من بعد ما أنجاب ضياها واستتر
كليم أهل الكهف اذ كلمهم
في ليلة المسح فسل عنها الخبر
وقصة الثعبان اذ كلمه
وهو علي المنبر والقوم زمر
بأنه مستخلف الله علي الامة
والرحمن ما شاء قدر
عيبة علم الله والباب الذي
يؤتي رسول الله منه المشتهر
ايها الأخوة والأخوات ونقرأ لكم أيضاً من شعر أبي محمد طلحة بن عبيد الله بن أبي عون الغساني العوني قوله في مدح أوصياء النبي الأكرم صلي الله عليه واله:
يا آل أحمد لولاكم لما طلعت
شمس ولا ضحكت أرض من العشب
يا آل أحمد لازال الفؤاد بكم
صبّاً بوادره تبكي من الندب
يا آل أحمد أنتم خير من وخدت
به المطايا فأنتم منتهي الأرب
أبوكم خير من يدعى لحادثة
فيستجيب بكشف الخطب والكرب
عدل القرآن وصي المصطفي وأبو
السبطين أكرم به من والد وأب
بعل المطهرة الزهراء ذو الحسب
الطهر الذي ضمه شفعا الي النسب
من قال أحمد في يوم (الغدير) له
من كنت مولي له في العجم والعرب
فان هذا له مولي ومنذره
يا حبذا هو من مولي ويا بأبي
من مثله؟ وهو مولي الخلق أجمعها
بأمر رب الوري في نص خير نبي
يأتي غداً ولواء الحمد في يده
والناس قد سفروا من أوجه قطب
كنتم اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران مع اشعار في مدح العترة المحمدية وسيدها الرسول الأعظم صلوات الله عليه واله للشاعر المبدع ابي محمد طلحة بن عبيد الله الغساني العوني قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبلوا خالص دعواتنا وفي امان الله.