بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين له على جميل صنعه في السراء والضراء وأزكى الصلوات على سادة الازكياء سيد الانبياء واله النجباء. السلام عليكم مستمعينا الاعزاء، حفل ديوان الشعر الحسيني بالكثير من القصائد الغراء التي تشتمل على خطابات توجهها بلسان الحال لا المقال العقيلة زينب سلام الله عليها لشقيقها سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فقد وجد شعراء الولاء أسلوباً شديد التأثير قوي الوقع في ايصال تصويرهم لابعاد الملحمة الحسينية الزينبية. والقصيدة التي اخترناها لهذا اللقاء هي من الشعر الحسيني، لكنها تمتاز بسمو المضامين المعرفية لحقائق هذه الملحمة المقدسة، والتي يعرضها الشاعر وهو الاديب المبدع الاستاذ ابراهيم رفاعة بلسان حال الصديقة الحوراء زينب الكبرى سلام الله عليها، وهي تتحدث عن اخيها سيد الشهداء، وثار الله ويختمها بتصوير مفجع للمحنة الزينبية.
يصور الاستاذ ابراهيم رفاعة بعض زفرات اللوعة الزينبية وآهاتها في رحلة السبي المؤلمة قائلاً:
تشهق في محنتها زينب
أسيرة على عجاف النياق
وزينب ناموس رب العلى
ذا شرف الله يرى في الوثاق!
ويلي عليها قلبها آهة
دويها ليس له من نطاق
تقول: يارب، أتت دفعة
مصائب ثلاثهن احتراق
غربتنا واسرنا كاللإما
وآه يا ثالث غم الفراق
الاسر والغربة صبري لها،
وفرقة الحسين ليست تطاق
وينطلق الاديب الولائي الاستاذ ابراهيم رفاعة في وصف النصوص الشريفة للامام الحسين عليه السلام بأنه (ثار الله)، والثأر لغة يعني الدم، فيصور حقيقة الشهادة الحسينية بلسان حال العقيلة عليها السلام وكأنها تتحدث عن أخيها وتخاطبه قائلة:
عروجه في كربلا فاجع
ودمه الأحمر كان البراق
كأس البلا شربتها شامخاً
وتطلب المزيد كأساً دهاق
قال لك الله: حبيبي كفى،
أنت حسيني، لك كلي اشتياق
قرة عين الله، وهو الذي
كساك من أسراره كل باق
سبقت يا حسين في كربلا
أفديك ياسابق كل استباق
حسين روحي، مهجتي، وهو لي
سلوى من الخمسة أهلي العتاق
ما قيمة الافلاذ تفدى له
ان سلمت من الحبيب التراق؟!
ياكربلا، ياكربلا، كربلا،
ماذا جنوا في كربلاء العراق؟!
قد مزقوا شمس الهدى عنوة،
ويل لهم أهل العمى والنفاق
بنوره الاخرى ازدهت بالضيا
واسودت الدنيا وضاق الخناق
تركت قلبي عنده في السبى،
يالوعة القلب لدى الافتراق!
حسين ما طابت لنا عيشة
بعدك يا أخي، والكون ضاق
ها نحن من بعدك أسرى العدا
نساق في البيد عنيف السياق
رقية تبكي دماً قانياً
في ندبةٍ ترج سبعاً طباق
تود لو تحضنها لحظة
وتكسر القلب دموع دقاق
وجئتها فشهقت شهقة،
ففاضت الروح، وكان التلاق
محسنك الجنين وا لوعتي
لم يطق العيش، فرام اللحاق
في جبل "الجوشن" سقط لنا
يا قمر الحزن هوى للمحاق
قد عبر الغيب الى الغيب، لم
يمر بالدنيا بقدر الفواق
سر من الغيب له مهجة
ملتاعة، يا ويل أهل الشقاق!
وزينب تحمل في قلبها
ما يسحق الطود، وأيّ انسحاق!
وزينب لاذت بها كربلا
فأودعتها قلبها والمآق
قيومة بكربلا كلها
من أول البدء لركب النياق
لصبرها الصبر انكفى ذاهلاً
وحزنها لا أحد منه ذاق
قد كتمت أحزانها في الحشا
الله‼ ما تكتمه لايطاق!
آهات كل الخلق لو جمعت
لما ارتقت لزفرةٍ في المساق
محنتها، وسبيها مأتم
يظل يدوي راعداً باصطفاق
مصائب هديرها أبحر
من الدم القدسي بغياً يراق
هديرها يصرخ: يا ثارهم!
ترى له كل نؤوم ٍ أفاق
ثارات آل الله ملء الفضا
وبيت أحزانهم ألف طاق
والثأر ثأر الله، ان ينتقم
فيوم أهل البغي مرّ المذاق
كانت هذه اخوة الايمان مرثية حسينية زينبية غراء من انشاء الاديب الولائي الاستاذ ابراهيم رفاعة قرأناها لكم في هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) تقبل الله منكم حسن الاستماع ودمتم في رعاية الله.