بسم الله وله الحمد على ان هدانا لولاية سادة الهداة اليه بأمره الهادي المختار وآله الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين. السلام عليكم اخوة الايمان، من غرر مدائح الانوار التي خلدها تاريخ الادب الولائي قصيدة (بآل محمد عرف الصواب) التي صاغتها قريحة الايمان في الاديب العالم الملقب بالناشئ الصغير وهو ابو الحسن علي بن عبد الله بن الوصيف البغدادي، شاعر مؤلف ولد عام ۳۲۷ هجري، وقد تضلع في علم الكلام، وبرع في الفقه، والحديث ونبغ في الادب ونظم القريض، وكان جليلا متمكنا حتى ان الشيخ المفيد والشيخ الطوسي رويا عنه، الثاني بوساطة الاول. اخذ العلم عن ابي سهل اسماعيل بن علي المعدود من اعاظم متكلمي الشيعة، له كتاب في الامامة، وعدّ الشيخ الطوسي في الفهرست عدة كتب له. فقد كان جمّ العلم، غزير الفهم، واسع المعرفة في المناظرات حتى نقل عنه الخالع في معجمه انه يناظر باجود عبارة. افنى عمره بمديح اهل البيت عليهم السلام. ولكرامة شعره عند الزهراء عليها السلام روي انها بعثت احدا رآها في منامه الى احمد المزوق لينوح على ولدها الشهيد عليه السلام بالقصيدة العينية للناشئ الصغير. توفي يوم الاثنين في الخامس من صفر سنة ۳٦٥ هجري، ودفن في مقابر قريش وهو ممن نبش قبره في واقعة ٤٤۳ههجري. واحرقت جثته رضوان الله عليه من قبل بعض النواصب وهذا من مصاديق الجفاء الذي تعرض له الفقيه العالم بعد وفاته ومن الجفاء الذي تعرض له التعتيم على شعره رغم براعته الفنية واقرار مترجميه بذلك، ولا مبرر لهذا التعتيم سوى شدة ولائه لاهل البيت عليهم السلام.
قال الناشئ الصغير في مديحته البديعة التي نقلها الشيخ الاميني في كتاب الغدير:
بآل محمد عرف الصواب
وفي ابياتهم نزل الكتاب
هم الكلمات والاسماء لاحت
لآدم حين عز له المتاب
وهم حجج الاله على البرايا
بهم وبحكمهم لا يستراب
بقية ذي العلى وفروع اصل
بحسن بيانهم وضح الخطاب
وانوار ترى في كل عصر
لارشاد الورى فهم شهاب
ذراري احمد وبنو علي
خليفته فهم لب لباب
تناهوا في نهاية كل مجد
فطهر خلقهم وزكوا وطابوا
اذا ما اعوز الطلاب علم
ولم يوجد فعندهم يصاب
محبتهم صراط مستقيم
ولكن في مسالكه صعاب
ولاسيما ابو حسن علي
له في الحرب مرتبة تهاب
كان سنان ذابله ضمير
فليس عن القلوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخم
وعاقدها من القوم الرقاب
علي الدّر والذهب المصفى
وباقي الناس كلهم تراب
اذ لم تبر من اعدا علي
فمالك في محبته ثواب
اذا نادت صوارمه نفوسا
فليس لها سوا نعم جواب
فبين سنانه والدرع سلم
وبين البيض والبيض اصطحاب
هو البكّاء في المحراب ليلا
هو الضحاك ان جد الضراب
ويشير الناشئ الصغير في قصيدته الى محاولات اغتيال الامام علي عليه السلام ورعاية الله له وتوسل الملائكة به عليه السلام الى الله كما جاءت بذلك الروايات الصحيحة قال رحمه الله:
ومن في خفّه طرح الاعادي
حبابا كي يلسبه الحباب
فحين اراد لبس الخف وافى
يمانعه عن الخف الغراب
وطار له فاكفاه وفيه
حباب في الصعيد له انسياب
ومن ناجاه ثعبان عظيم
بباب الطهر ألقته السحاب
رآه الناس فانجفلوا برعب
واغلقت المسالك والرحاب
فلما ان دنا منه علي
تدانى الناس واستولى العجاب
فكلمه علي مستطيلا
واقبل لا يخاف ولا يهاب
ودنّ لحاجر وانساب فيه
وقال وقد تغيبه التراب
انا ملك مسخت وانت مولى
دعاؤك ان مننت به يجاب
اتيتك تائبا فاشفع الى من
اليه في مهاجرتي الاياب
فاقبل داعيا وأتى اخوه
يؤمن والعيون لها انسكاب
فلما ان اجيبا ظل يعلو
كما يعلو لدي الجد العقاب
وانبت ريش طاووس عليه
جواهر زانها التبر المذاب
يقول: لقد نجوت بأهل بيت
بهم يصلى لظى وبهم يثاب
هم النبأ العظيم وفلك نوح
وباب الله وانقطع الخطاب
اخوتنا مستمعي اذاعة طهران، ومسك ختام هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) هذه الابيات الثلاثة للاديب الفقيه والمحدث لابي الحسن علي البغدادي الملقب بالناشئ الصغير، قال رضوان الله عليه:
بني احمد قلبي لكم يتقطع
بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
عجبت لكم يفنون قتلا جميعكم
ويسطوا عليكم من لكم كان يخضع
كان رسول الله اوصى بقتلكم
فاجسامكم من كل ارض تزرع