بسم الله وله خالص الحمد والشكر على ان جعلنا من اهل مودة وولاية النبي المصطفى والوصي المرتضى وآلهما الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين. السلام عليكم اخوة الولاء، في هذا اللقاء اخترنا لكم واحدة من ابلغ القصائد التي تتحدث عن الولاية العلوية وثمارها الدنيوية والاخروية، انه احد اعلام شعراء الولاء في القرن الهجري الرابع والذي تعرض لكثير من الجفاء بسبب مجاهرته بولاء العترة المحمدية عليهم السلام، انه الاديب الفاضل ابوالقاسم الزاهي. وهو علي بن اسحاق بن خلف القطان البغدادي شاعر فاضل، ولقب الزاهي، نسبة الى قرية من قرى نيسابور اسمها (زاه). اخلص في شعره لأهل البيت عليهم السلام، وكان على مذهبهم ومودتهم. ولد يوم الاثنين في العشرين من صفر ۳۱۸هـ، وعدّه الحافظ الحلبي في كتاب (معالم العلماء) من الشعراء المجاهرين في شعرهم بحب اهل البيت عليهم السلام وصّافا، جل شعره في ائمة اهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاء. فكان لا يدع منقبة لهم ولا آية نزلت فيهم الاّ وصاغها شعراً. منها رد الشمس للامام علي عليه السلام، وحديث عين الماء، وحديث الاذن الواعية، وغيرها. توفي ببغداد يوم الاربعاء في العشرين من جمادي الاولى عام ۳٥۲ هـ رضوان الله عليه.
قال رضوان الله عليه في موالاة الامام علي عليه السلام:
لا يهتدي الى الرشاد من فحص
الا اذا والى عليا وخلص
ولا يذوق شربة من حوضه
من غمس الولا عليه وغمص
نفس النبي المصطفى والصنو
والخليفة الوارث للعلم بنص
من قد اجاب سابقا دعوته
وهو غلام والى الله شخص
ما عرف اللات ولا العزى ولا
انثنى اليهما ولا حب ونص
من ارتقى متن النبي صاعدا
وكسر الاوثان في اولى الفرص
وطهر الكعبة من رجس بها
ثم هوى للارض عنها وقمص
من قد فدا بنفسه محمدا
ولم يكن بنفسه عنه حرص
وبات من فوق الفراش دونه
وجاد فيما قد غلا وما رخص
من كان في بدر ويوم احد
قط من الاعناق ما شاء وقص
فقال جبريل ونادى: لا فتى
الا علي عم في القول وخص
من قد عمرو العامري سيفه
فخرّ كالفيل هوى وما قحص
من اعطي الراية يوم خيبر
من بعد ما بها اخو الدعوى نكص
وراح فيها مبصرا مستبصرا
وكان ارمدا بعينيه الرمص
فاقتلع الباب ونال فتحه
ودك طود مرحب لما قعص
من كسح البصرة من ناكثها
وقص رجل عسكر بما رقص
وفرق المال وقال: خمسة
لواحد فساوت الجند الحصص
ومن بصفين نضا حسامة
ففلق الهام وفرق القصص
وصد عن عمرو وبسر كرما
اذ لقيا بالسّوأتين من شخص
ذاك الذي قد جمع القرآن في
احكامه للواجبات والرخص
ذاك الذي آثر في طعامه
على صيامه وجاد بالقرص
فانزل الله تعالى: (هل اتى)
وذكر الجزاء في ذاك وقص
ذاك الذي استوحش منه انسٌ
ان يشهد الحق فشاهد البرص
اذ قال: من يشهد بالغدير لي
فبادر السامع وهو قد نكص
يا بن ابي طالب يا من هو من
خاتم الانبياء في الحكمة فص
فضلك لا ينكر لكن الولا
قد ساغه بعض وبعض فيه غص
وقال ابوالقاسم الزاهي يروي بلغة الشعر واقعة استخلاف النبي للوصي عليهما وآلهما السلام عند ذهابه لغزوة تبوك:
اقيم بخم للخلافة حيدر
ومن قبل قال الطهر ما ليس ينكر
غداة دعاه المصطفى وهو مزمع
لقصد تبوك وهو للسير مضمر
فقال: اقم عني بطيبة واعلمن
بانك للفجار بالحق تقهر
ولما مضى الطهر النبي تظاهرت
عليه رجال بالمقال واجهروا
فقالوا: عليّ قد قلاه محمد
وذاك من الاعداء افك ومنكر
فأتبعه دون المعرس فانثنى
وقالوا: علي قد اتى فتاخروا
ولما ابان القول عمن يقوله
وابدى له ما كان يبدي ويضمر
فقال: اما ترضى تكون خليفتي
كهارون من موسى؟ وشانك اكبر
وعلاه خير الخلق قدرا وقدرة
وذاك من الله العلي مقدر
وقال رسول الله هذا امامكم
له الله ناجى ايها المتحير
نشكر لكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران طيب الاصغاء لما تلوناه لكم في هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) من شعر الاديب الفاضل ابي القاسم الزاهي رضوان الله عليه دمتم بكل خير وفي امان الله.