بسم الله وله الحمد على ان جعلنا من اهل مولاة واتباع خيرته من العالمين محمد واله الطيبين صلوات الله عليهم اجمعين. السلام عليكم اخوة الايمان، معكم ومع مديحتين للعترة المحمدية الطاهرة لأديبين من القرن الهجري الرابع الاول من اهل السنة وفقهاء المذهب الحنفي هو القاضي التنوخي والثانية لأديب صادق ممن محض الولاء والايمان محضاً هو الشاعر الفاضل ابو القاسم الزاهي كونوا معنا مشكورين.
مستمعينا الافاضل القاضي التنوخي هو ابو القاسم التنوخي علي بن محمد بن ابي الفهم داود القحطاني، وهو عالم متضلع في الفقه، والفرائض، والكلام، وحافظ للحديث، وقد تقدم في جميع العلوم كالشعر، والادب، والنجوم، والهيئة، والمنطق، والنحو، والقوافي، والعروض. ولد في انطاكية عام ۲۷۸ للهجرة ونشأ بها، غادرها عام ۳۰٦ الى بغداد وتفقه فيها على مذهب ابي حنيفة. اخذ الحديث عن الحسن الكرماني، واحمد بن انس الخولاني، والحسن بن احمد الانطاكي وغيرهم. ولاه القضاء بعسكر مكرم وتستر وجندي سابور، القاضي ابو جعفر احمد بن اسحاق التنوخي عام۳۱۰ ههجري. ثم وُلي القضاء في الاهواز، وكورة واسط، والكوفة وغيرها.
ومن نوادر حفظه، انه حفظ من الاحاديث عشرين الفا، وله تصانيف عدة منها: كتاب في العروض، وكتاب في علم القوافي وغيرها في الفقه. وتوفي رحمه الله عام ۳٤۲ للهجرة بالبصرة، ودفن في تربة اشتريت له في المربد.
وللقاضي التنوخي قصيدة يرد بها على قصيدة الخليفة العباسي ابن المعتز التي تهجم فيها على العلويين. وفي قصيدته يدافع القاضي التنوخي عن العلويين رغم انه كان منصوبا للقضاء من قبل العباسيين، قال رحمه الله في بعض ابياتها ذاماً ابن المعتز العباسي ومادحاً العترة المحمدية:
يعيب عليا خير من وطئ الحصى
واكمل سارٍ في الانام وسارب
ويزري على السبطين سبطي محمد
فقل في حضيض رام نيل الكواكب
نشوا بين جبريل و بين محمد
وبين علي خير ماش وراكب
وزير النبي المصطفى ووصيه
ومشبهه في شيمة وضرائب
ومن قال في يوم الغدير محمد
وقد خاف من غدر العداة النواصب
اما انني اولى بكم من نفوسكم
فقالوا: بلى قول المريب الموارب
فقال لهم: من كنت مولاه منكم
فهذا اخي مولاه بعدي وصاحبي
اطيعوه طراً فهو مني بمنزل
كهارون من موسى الكليم المخاطب
أيها الاخوة والاخوات ونبقى مع ادب الولاء في القرن الهجري الرابع ومن شعر القاضي التنوخي الى ادب شاعر محض الولاء محضا هو الاديب الفاضل ابو القاسم البغدادي الملقب بالزاهي المجاهر بحب العترة المحمدية عليهم السلام، والمتوفى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، فله من قصيدة مؤثرة في مدح مولانا امير المرمنين عليه السلام قوله:
وال عليا واستضئ مقباسه
تدخل جنانا ثم تسقى كاسه
فمن تولاه نجا ومن عدا
ما عرف الدين ولا اساسه
اول من قد وحد الله وما
ثنى الى الاوثان يوما راسه
فدى النبي المصطفى بنفسه
اذ ضيقت اعداؤه انفاسه
بات على فرش النبي امنا
والليل قد طافت به احراسه
حتى اذا ما هجم القوم على
مستيقظ بنصله اشماسه
ثار اليهم فتولوا مزقا
يمنعهم عن قربه حماسه
مكسر الاصنام في البيت الذي
ازيح عن وجه الهدى غماسه
رقى على الكاهل من خير الورى
والدين مقرون به انباسه
ونكس اللات والقى هبلا
مهشما يقلبه انتكاسه
وقام مولاي على البيت وقد
طهره اذ قد رمى ارجاسه
واقتلع الباب اقتلاعا معجزا
يسمع في دويه ارتجاسه
كانه شرارة لموقد
اخرجها من ناره مقباسه
من قد ثنا عمرو بن ود ساجيا
اذ جزع الخندق ثم جاسه
من هبط الجب ولم يخش الردى
والماء منحل السقا فجاسه
من احرق الجن برجم شهبه
اشواضه يقدمها نحاسه
حتى انثنت لأمره مذعنة
ومنهم بالعوذ احتراسه
رحم الله الاديب الولائي الصادق ابا القاسم البغدادي الزاهي على تضمينه لقصيدته المتقدمة دعوة الخير التي استلهمها من دعوات النبي الاكرم صلى الله عليه واله بمولاة وصيه المرتضى والائمة من ولده عليهم السلام لكي يفوزوا بالفلاح في الدنيا والاخرة.
وبهذا ينتهي ايها الأعزاء لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار) استمتعتم له من اذاعة طهران شكرا لكم ودمتم بكل خير.