بسم الله وله عظيم الحمد على أن جعلنا من أمةِ خير النبيين ورحمة الله الكبرى للعالمين محمد الأمين صلوات الله وسلامه عليه وآله أجمعين. السلام عليكم أيها الأعزاء، تحية طيبة مباركة وأهلاً بكم. نرسخ مودة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله في القلوب، ونحن نقرأ إحدى مدائحة العرفانية التي أنشأها الشاعر التركي المبدع محمد الهلالي صاحب ديوان المنظومات الإلهية التي أنشأها بالعربية وجاء معظمها في مدح النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. والشاعر الهلالي هو من أدباء أواسط القرن الهجري الرابع عشر ويمتاز شعره ومعظمه ديني أيضاً، بعمق الإشارات المعرفية القرآنية والفلسفية التي يشتمل عليها، وهذا ما نلاحظه في مديحة هذا اللقاء ايضاً، تابعونا مشكورين.
قال الأديب التركي محمد الهلالي رحمه الله في أبيات من مديحته لسيد المرسلين صلى الله عليه وآله واصفاً مبدأ خلقه:
لقد كان قبل الكاف والنون نورُهُ
بعلمك محمود المقام مبجلا
حقيقته عن دركها هوت النهى
وأين النهى ممن على كنهها علا
عن المدح قد جلت مجالي جماله
وإن بالثنا المثنى عليه توغلا
وأصدق ما عندي سوى الله لم يحط
بأحمد مدحا مجملا و مفصلا
سراج منير شاهدُ ومبشر
وداع إلى أهدى صراطٍ وأعدلا
تسامى وفي مرآهُ ليس كمثله
ترآى مثالا في ذرى الحق أمثلا
فلولاه ما كان السجود لآدم
ولا دارت الأفلاك قدما ولا ولا
ثم يخاطب الأديب الهلالي نبي الرحمة الكبرى محمد صلى الله عليه وآله متوسلاً به الى الله وقائلاً:
فيا علة الإيجاد حكما وحكمة
ويا مبدأ للكائنات وموئلا
ويا مدد النواب عنك نبوة
فكل غدا من فيض فضلك جدولا
ويا بشراً يوحي إليه إلهكم
إله إلى توحيده الرسل أرسلا
ويا أيها المعنى لإبداع صنع كن
ويا كلمات الله إذ لا مبدلا
ويا عروة وثقى فمستمسك به
على قدم الأقدام لن يتزلزلا
بمدثر مزمل قد دعيت قم
وانذر تكن في عز نصرٍ مسربلا
لجاهك عند الله وجهي موجه
لأني عليه قد جعلت المعوّلا
فغفراً أبا الزهراء غفراً لمذنب
ترامى على الأعتاب ذلا وقبلا
لأنك ذو القلب الرؤف الرحيم يا
عطوفا على عان عليك تململا
أجل أنت باب الله فالداخلون من
سواك لقد ضلوا سبيلا ومدخلا
كفى بك يا كفوا لكل صنيعة
كفيلا بأنقاذ العصاة تكفلا
هنيئاً لقلب فيه حبك ساكن
وبشرى لوجه نحو جاهك اقبلا
عليك صلاة الله يا هاديا به
إليه به يا واصلا يا موصلا
صلاة اتصال بالسلام عليك من
سلام لك اختار الصلاة واجزلا
صلاة توفي آل بيتك حقهم
بأوفر رضوان وأوفى وأفضلا
وأزكى تحيات مدى الدهر ما دعا
لسان برحمان رحيم وبسملا
وما بسماء أو بأرض مسبح
لقد سبح الله العظيم وهللا
وما عبد المعبود عبد وما تلا
وجوّد في القرآن تالٍ ورتلا
اللهم صل على محمد وآل محمد صلاة متنامية لا يقوى على إحصائها غيرك. كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران مديحة لسيد الأنبياء والمرسلين وصفوة الله من العالمين الهادي المختار من إنشاء الشاعر التركي محمد الهلالي رحمة الله عليه. وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار تقبلوا خالص دعواتنا ودمتم بكل خير.