البث المباشر

حمد الله على نعمة الولاء في قصيدة لابن حماد البصري

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 15:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 271

بسم الله وله خالص الحمد والشكر على ان أنعم علينا بأعظم نعمة اذ جعلنا من أهل مودة وولاية محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم اخوة الايمان ورد في حديث لمولانا الامام الباقر عليه السلام: ان (النعيم) المذكور في سورة التكاثر والذي يسأل الله عزوجل العباد عنه يوم القيامة هو ولاية محمد واله عليهم السلام، وهذا المعنى مستفاد من حديث الثقلين المتواتر، ففي بعض نصوصه يشير النبي الاكرم صلى الله عليه وآله الى ان الله عزوجل يسأل العباد يوم القيامة عن شكرهم أو جحودهم لنعمة ترك رسوله الكريم الثقلين فيهم اي القرآن والعترة، وعن مودتهم للعترة المحمدية، ومن هذا المعنى ينطلق الاديب الولائي المخلص علي بن حماد الازدي البصري من أعلام القرن الهجري الرابع في قصيدته التالية التي يبتدأها ويختمها بشكر الله وحمده على نعمة مودة وموالاة محمد واله الطاهرين.
قال الاديب علي بن حماد الأزدي البصري بعد أبيات مقدمة المديحة:

حرم لربك آمن من حلّه

 

ظفرت يداه بكل ما هو طالب

 

واذا بدت لك قبة النجف التي

 

فيها لكل المؤمنين رغائب

 

فاضرع لربك وادع دعوة شاكر

 

عمل لك الرحمن منه واهب

 

واعلم بأن ولاء آل محمد

 

رزق لنا من ربنا ومواهب

 

سبقت لنا من ربنا الحسنى بهم

 

أفلا نواصل شكرنا ونواظب

 

وعلى الصراط المستقيم أقامنا

 

والخلق عنه ما سوانا ناكب

 

فلذاك ان ذكروا تلين قلوبنا

 

وهواهم فيها مقيم لازب

 

طابت موالدنا بحب أئمة

 

هم طاهرون من العيوب أطائب

 

واذا أتيت الى الغري معاودا

 

في كل عام زائر تتواثب

 

طف حول مشهده وعفر فوقه

 

خديك والثمه ودمعك ساكب

 

وقل السلام عليك يا من حبه

 

فرض على كل البرية واجب

 

والله مالك في الفضائل مشبه

 

كلا ولا في المكرمات مقارب


ويتابع الاديب الولائي علي بن حماد الازدي البصري رضوان الله عليه خطابه لسيد الوصيين وأمير المؤمنين اسد الله الغالب علي عليه السلام قائلاً:

ما هبت مخلوقا ولست بهائب

 

لكن لبأسك كل شئ هائب

 

مازلت تغلب في الحروب مظفرا

 

فيها ومالك قط فيها غالب

 

شيدت دين محمد فأساسه

 

منك الأساس أسنّة وقواضب

 

يا سيف رب العرش سيفك قاطع

 

في كل معركة وسهمك صائب

 

للبيض في كلتا يديك مشارق

 

ومن الغوارب في الحروب مغارب

 

زوجت فاطمة لأنك كفؤها

 

والنور للنور المضيء مناسب

 

والله كان وليها في عرشه

 

والروح جبريل الأمين الخاطب

 

فالبدر والشمس المنيرة أنتما

 

وبنوكما للعالمين كواكب

 

ان الذي يرجو مكانك في العلى

 

هو في البرية لا محالة خائب

 

بهرت دلائلك العقول فما لها

 

محص وهل للرمل يوما حاسب

 

أعطيت يا مولى الأنام فضائلا

 

ومناقبا ما مثلهن مناقب

 

تركت مناقبك المناقب كلها

 

ان عورضت خجلا وهن مثالب

 

يا أهل بيت محمد أنتم لنا

 

قبل الى رب السما ومحارب

 

فليحمد الله ابن حماد على

 

نعمائه وهو الكريم الواهب

 

اني لمن والى الوصي مواليا

 

ولمن تولى غيره لمحارب


وفي البيت الاول من هذه الابيات الثلاثة الاخيرة تصوير أدبي بليغ لكون محمد واله عليهم السلام هم الوسيلة الى الله عزوجل حيث يشبههم الاديب ابن حماد الازدي البصري بأن كلاً منهم قبلة يتوجه بها المؤمن الى الله عزوجل كتوجهه الى الكعبة وكذلك يشبههم عليهم السلام أيضا بأن كلا منهم داعية للتوجه الى الله عزوجل بالصلاة التوحيدية الخالصة. اما في البيت الاخير فنجد اشارة الى حقيقة مهمة هي وثاقة الارتباط بين موالاتهم ومناصرة أوليائهم وأشياعهم وكذلك بين البراءة من أشياع أعدائهم ايضا. وبهذه الملاحظة ننهي ايها الاخوة والاخوات لقاءنا بكم في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار استمعتم لها مشكورين من اذاعة طهران تقبل الله اعمالكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة