بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسَّلام على أنوار الطريق الى الله محمد وآله صفوة الله. السَّلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله. أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لمدائح رضوية أنشأها شعراء الولاء في مدح سلطان الأولياء أنيس النفوس وشمس الشموس علي بن موسى الرضا (سلام الله عليه). نقرأ لكم أبياتاً مختارة من شعر الأديب الفاضل السيد الزاهد حسن الاعرجي من أعلام مدينة الحلة في القرن الهجري الحادي عشر تليها قصيدة للاديب المجاور للجوادين (عليهم السَّلام) في حياته ووفاته الشيخ جابر بن عبدالحسين الكاظمي، العالم الفاضل صاحب المؤلفات الأدبية والرجالية النافعة المتوفى سنة ۱۳۱۲ للهجرة، تليها أبيات للحاج الورع الشاعر النجفي عبدالحسين شكر، صاحب البديهة الأدبية الرائعة المتوفى سنة ۱۲۸٥ للهجرة، ثم مقطوعة للاديب الموصلي العالم الأستاذ عبد الباقي العمري، صاحب ديوان الباقيات الصالحات، رحمة الله عليهم أجمعين.
قال السيد حسن الأعرجي الحلي، رضوان الله عليه:
علي بن موسى حجة الله في الورى
بعيد مدى العلياء زاكي المناسب
امام الورى هادي الأنام بلا مرا
عظيم القرى رب التقى والمناصب
هو البحر بحر العلم والحلم والحجى
وبحر العطايا والندى والمواهب
نماه الى العلياء سراة أماجد
مناجيب من عليا لؤي بن غالب
علومهم تهدي الورى من دجى العمى
وآراؤهم مثل النجوم الثواقب
هم آل بيت المصطفى معدن الوفا
غيوث سما الجدوى ليوث المناقب
بهم نهتدي من ظلمة الجهل والعمى
ونرجوهم عند اشتداد النوائب
فياخير من سارت اليه بنو الرجا
فراحت بجدواه ثقال الحقائب
ومن القرن الهجري الحادي عشر وشعر السيد حسن الاعرجي (قدس سره) الى بداية القرن الرابع عشر وديوان الأديب الفاضل الشيخ جابر بن عبد الحسين الكاظمي، قال (رحمه الله ) عندما زار مشهد الامام الرضا(عليه السَّلام ) في ايران:
ثنينا عطف محمود الثناء
لمغنى سبط ختم الأنبياء
لربع هداية لله فيه
مواهب رحمة لذوي الولاء
لمغنى فيه للرضوان مأوى
وفيه للرضا أسمى بناء
لمغنى تلثم الشمس اعتمادا
تراه في الصباح وفي المساء
الى شمس الشموس وما سواه
أنيس في الأسى للاصفياء
الى شمس حبا طوسا بشمس
تفوق الشمس باهرة الضياء
علي الندب وابن الندب موسى
سليل ذوي الهدى أهل العباء
امام من امام من امام
وما لله فيه من بداء
وثامن سادة سادت بمجد
سما أدناه مجد الأنبياء
ايها الأفاضل ومن قصيدة ولائية مؤثرة للحاج التقي عبد الحسين شكر، أنشأها في مدح ورثاء ثامن أئمة العترة المحمدية (عليهم السَّلام) نقرأ لكم قوله (رضوان الله عليه) مخاطباً الامام الرؤوف علي الرضا (سلام الله عليه):
ياضامن الجنات يدخل من يشا
فيها ومن قد شاء في سجين
خذني الى مثواك في الدنيا وفي
الأخرى الى مأواك عليين
وصحيفتي مشحونة وزرا ففضلا
نجني في فلكك المشحون
وعليك صلى ذو الجلال مسلما
ما دمت علة عالم التكوين
وأخيراً نقرء لكم وصفاً جميلاً للقبة الرضوية من انشاء صاحب ديوان الباقيات الصالحات، الاستاذ عبد الباقي العمري (رحمه الله) قال مشطراً بيتين للحاج محمد عيسى الجلبي:
قبة للرضا حوت كل فضل
ما حواه وادي طوى والطور
وتلا الوحي سورة النور فيها
مذ حوت من له بهاء ونور
قبة للافلاك لم تبق فخرا
تتباهى به غداة تمور
وهي تحكي بيض الأنوق حفاظا
قال لبي: لكل لب قشور
نشكر لأخوتنا وأخواتنا طيب متابعتهم لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) دمتم بكل خير وفي أمان الله.