بسم الله وله الحمد مبدا كل خير ومنتهاه تبارك وتعالى رب العالمين وازكى صلواته ورحماته وتحياته على ينابيع رحمته ومعادن حكمته محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات... ننورُ قلوبنا ونعطر ارواحنا بمديحةٍ عزاء لسابع أئمة العترة الطاهرة سيد الكاظمين للغيظ والعافين عن الناس الامام الحليم باب الحوائج موسى بن جعفر سلام الله عليه.
والمديحة التي نقرأها لكم في هذا اللقاء هي من انشاء اديب سوري عالم وشاعر ولائي مبدع هو الشيخ سليمان الظاهر، عضوالمجمع العلمي العربي بدمشق، كونوا معنا مشكورين.
قال الشيخ سليمان الظاهر في مدح الامام الكاظم (عليه السَّلام):
يا قلب اقصر عن هواك فما الهوى
إلا الهوان لكل ندب حازم
من جن فيه فما لداء جنونه
راق وما يجديه رقش تمائم
حتى مَ يسلس من مقادتك الهوى
فتقاد مجنونا بغير شكائم؟
هل فيك ابقى للحسان وحبهن
بقية حب الامام الكاظم؟
هو سابع لائمة واب لخمسة
قادةٍ هم خير هذا العالم
هم آل بيت ان نماهم آدمٌ
فيهم أقال الله عثرة ادم
هل كان للاعراف غيرهم رجا
لا يعرفون برغم انف الكاتم
من كان معتصما ففي الدار
ين لن يلقى له من عاصم
نفسي الفدى لمضيع في قومه
وبه يجعجع وهو اهدى قائم
واذا نماهم هاشم كانت له
من دونهم في المجد ذروة هاشم
من كان يعزى للنبي محمد
خير الورى ولحيدر ولفاطم
ضل الذي قد قاسه فيمن غدا
في جنبه حلما لجفني حالم
ومن السفاهة ان تقارن عالما
في جاهل او بانيا في هادم
هل كان هارون يجاري في تقى
موسى وفي شأوي على ومكارم؟!
افديه من متنقل في سجنه
من عارم يهدى لآخر عارم
والسجن لم يك منقصا قدرا له
ان يرتقي ابدا بوهم الواهم
ماذا به السندي يلقى ربه
وهو الخصيم امام اعدل حاكم
ايريع حزب الله منه ولا يعضُّ
بحشره سبابة من نادم
ويذيقه السم النقيع بسجنه
ظلما ولا يلقى جزاء الظالم
ويواصل الاديب السوري الشيخ سليمان الظاهر مدح كاظم اهل البيت النبوي الذين لا يقاس بهم احدٌ، مازجا الرثاء بالمديح حيث يقول:
افديه من متبتل لإلهه
متسربل سربال ليل فاحم
وتراه افضل صائم بنهاره
وبليله الغربيب افضل قائم
وترى الضراغم كالضباء اذا دنا
منها وتلقاها بقلب واجم
قل للذي اغراه فيه حلمه
ومشى به يسعى لأعظم ظالم
لم يرع فيه اواصر القربى ولم
تحجزه عنه رقة من راحم
كم بدرة نفحتك فيها كفه
ان فيه قد اغرتك بيض دراهم
فقطعت موصولا وكم بسعاية
فيه انغمست بموبقات مآثم
ان عنك نامت عينه فاعلم بأن
الله عن مسعاك ليس بنائم
فجزاك ربك عن صنيعك ميتة
ما اعقبت لك غير خزي الآثم
اظننت جهلا ان ربك تارك
احزابه او غافل عن غاشم
وفي هذا المقطع يتحدث الشيخ سليمان الظاهر، عن سوء عاقبة عبدالله بن اسماعيل الذي وشى بالامام الكظام (عليه السَّلام) عند الغوي هارون العباسي، طمعا بدنياه رغم ان الامام (عليه السَّلام) كان طالما يحوطه بإحسانه. ويختم الاديب السوري، مديحته بخطاب لباب الحوائج الامام الكاظم (عليه السَّلام) يقول فيه:
يا حجة الله الذي اضحت ولاية
حزبه في الناس ضربة لازم
ما زلت للحاجات بابا من يلجه
فاز منه في عظيم مغانم
ما كنت متخذا ولاية غيركم
لي شافعا في مثقلات جرائمي
هل كان يلفى خاشعا او جازعا
من كان جنته الولاء الفاطمي
جار الزمان عليكم في حكمه
وعليكم ما انفك اجور حاكم
ان الذي قلدتموهم صارما
اتخذوكم هدفا لذاك الصارم
وتقمصوا بكم قميصا لم يكن
إلا لكم في غابر اوقادم
ونسيجه من حكمة وسداه من
حلم ولحمته سني مكارم
صلى الإله عليكم ما ارضعت
للنبت طفلا مثقلات غمائم
وبهذا ينتهي ايها الاعزاء لقاءٌ آخر من برنامج مدائح الانوار قدمناه لكم من اذاعة طهران. شكرا لكم ودمتم بكل خير.