بسم الله وله الحمد والمجد نور السموات والارض تبارك و تعالي إله العالمين . وأزكي الصلوات النامية علي مطالع نوره المبين محمد وآله الطيبين السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله يعد الشعر الإحتجاجي من أبرز أنماط الشعر الولائي الذي ظهر بالخصوص في نتاجات المحدثين والفقهاء والعلماء فهؤلاء عكسوا في شعره ثقافتهم الدينية وإطلاعهم علي النصوص الشريفة الكثيرة المبينة لمقامات أئمة العترة المحمدية ودور التمسك بولايتهم عليهم السلام في النجاة من الضلالة والفوز بالهداية الأمر الذي جعل شعراً يتسم بصبغة عقائدية واضحة بل و مصدراً لتوثيق المرويات الدينية. ومن هؤلاء الشعراء العلماء المحدث الثقة والعالم الفذ والأديب المبدع ابوالحسن علي بن حماد بن عبيد الله العبدي العدوي البصري من أعلام علماء القرن الهجري الرابع و من المعاصرين للشيخ الصدوق والمتوفي سنة أربعمائة للهجرة . ولأهمية شعر ابن حماد فقد تناوله العلماء في كتبهم الكلامية و العقائدية نختار من قصائده الكثيرة قسماً من قصيدته الرائية المؤثرة تابعونا مشكورين.
يخاطب ابن حماد رحمه الله البعيدين عن مودة العترة المحمدية قائلاً:
مالنا لا نري لآل رسول الله
فيكم يا هؤلاء نصيرا
فعلي ظالميهم سخط الله
ولعن يبقي ويفني الدهورا
قل لمن لام في ودادي بني
احمد: لا زلت في لظي مدحورا
أعلي حب معشر أنت قد كنت
عذولاً ولا تكون عذيرا؟!
وأبوهم أقامه الله في (( خم ))
إماماً و هادياً و أميرا
حين قد بايعوه أمراً عن
الله فسائل دوحاته و الغديرا
وأبوهم علا علي العرش لمّا
قد رقي كاهل النبي ظهيرا
وأماط الاصنام كلاً عن الكعبة
لمّا هوي بها تكسيرا
قال: لو شئت ألمس النجم بالكف
إذن كنت عند ذاك قديرا
وأبوهم ردّت له الشمس بيضا
وهي كادت لوقتها ان تغورا
وقضي فرضه أداء وعادت
لغروب و كوّرت تكويرا
وأبوهم يروي علي الحوض من
والاهم ويردّ عنه الكفورا
وأبوهم يقاسم النار و الجنة
في الحشر عادلاً لن يجورا
فإذا اشتاقت الملائك زارته
فناهيك زائراً و مزورا
ويواصل ابن حماد العدوي البصري الشاعر الولائي المجاهر بحب أهل البيت – عليهم السلام – مدحه لهم في هذه الرائية البديعة قائلاً:
وأبوهم قال النبي له قولاً
بليغاً مكرّراً تكريرا
أنت مني كمثل هارون من موسي
لم أكن ابتغي سواك ظهيرا
وأبوهم لباب خيبر أضحي
قالعا ليس عاجزاً بل جسورا
حامل الراية التي ردّها بالأمس
من لم يزل جباناً فرورا
خصّه ذوالعلا بفاطمة عرساً
وأعطاه شبّراً و شبيرا
وهم باب ذي الجلال علي آدم
فارتدّ ذنبه مغفورا
وبهم قامت السماء ولولاهم
لكادت بأهلها أن تمورا
وبهم باهل النبي فقل لي
ألهم في الوري عرفت نظيرا
فيهم انزل المهيمن قرآناً
عظيما وذاك جمّا خطيرا
لبيان إذا تأمله العارف
يبدي له المقام الكبيرا
فلهم انشأ المهيمن عيناً
فجّروها لديهم تفجيرا
وهداهم وقال: يوفون بالنذر
فمن مثلهم يوفي النذورا
وجزاهم بأنهم صبروا في السرّ
والجهر جنة و حريرا
فأتكوا من علي الأرائك لا
يلقون فيها شمساً ولا زمهريراً
وبأكواب فضة و قوارير
قدّروها عليهم تقديرا
وبكأس قد مازجت زنجبيلاً
لذّة الشاربين تشفي الصدورا
واذا ما رأيت ثم نعيماً
دائماً عندهم و ملكاً كبيرا
وعليهم فيها ثياب من السندس
خضر في الحشر تلمع نورا
ويحلّون بالأساور فيها
وسقاهم ربي شراباً طهورا
كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران قصيدة الشاعر الولائي الصادق والمحدث الثقة ابي الحسن علي بن حماد العبدي البصري في مدح أصحاب الكساء – عليهم السلام – قرأنا لكم طائفة من أبياتها ضمن هذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار . شكراً لكم و السلام عليكم.