بسم الله وله المجد والحمد نور السموات والارضين وازكي صلوات المصلين وتحيات المسلمين علي صفوة الله من الخلائق اجمعين محمد وآله الطاهرين.
معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نرسخ فيه مشاعر الولاء الحق لاولياء الله المعصومين (عليهم السلام) ونحن نقرأ ونستمع لبعض نماذج الشعر الصادق الذي تقرب فيه اصحابه لله عزوجل بمدح مصابيح هداه في العالمين.
نخصص هذا اللقاء لنماذج مما قيل في مدح شمسي بغداد الساطعتين امامي الجود والعطاء، ابي ابراهيم موسي بن جعفر الكاظم وحفيده ابي جعفر التقي الجواد (صلوات الله عليهما).
اخترنا من هذه النماذج من ادباء مشهورين هم: السيد الشريف الرضي من القرن الهجري الخامس ومولف المجازات النبوية وجامع كتاب نهج البلاغة العلوية ثم الشيخ الجليل محمد بهاء الدين العاملي من القرن الهجري الحادي عشر، والشيخ محسن بن محمد ابو الحب الكربلائي من القرن الهجري الرابع عشر، وكذلك الشيخ صالح التميمي الكاظمي من القرن الهجري الثالث عشر والعالم االحنفي الجليل المورخ الاستاذ عبد الباقي العمري الموصلي، وكلهم من اجلاء العلماء (رحمة الله عليهم).
قال السيد الشريف الرضي يمدح الامامين الجوادين (عليها السلام):
ولي قبران بالزوراء اشفي
بقربهما نزاعي واكتئابي
أقود اليهما نفسي وأهدي
سلاماً لا يحيد عن الجواب
لقاؤهما يطهر من جناني
ويدرأ عن ردائي كل عاب
وقال الشيخ البهائي بهاء الدين محمد العاملي يمدح الامامين الجوادين (عليهما السلام):
أيا قاصد الزوراء عرج
علي الغربي من تلك المغاني
ونعليك اخلعن واسجد خضوعاً
اذا لاحت لديك القبتان
فتحتهما لعمرك نار موسي
ونور محمد متقاربان
وقال الشيخ محسن ابوأ الحب الكربلائي يمدح الامامين الجوادين (عليهما السلام) ويشطر الابيات المتقدمة التي قرأناها لكم من شعر البهائي (قدس سره)، قال:
الا يا قاصد الزوراء عرج
لتحظي بالأمان وبالأماني
وحث الركب إن تبغي نجاحاً
علي الغربي من تلك المغاني
فطف واسع وحج بها ولب
وسلم في جنانك واللسان
ونعليك اخلعن واخضع خشوعاً
اذا لاحت لديك القبتان
فتحتهما لعمرك نار موسي
أضائت حين نودي لن تراني
فتلك النار نار الله فيها
ونور محمد متقاربان
وقال الشيخ صالح التميمي يمدح الامامين الجوادين (عليهما السلام):
إذا ضل حاديها الطريق بدا له
سنابارق بالكرخ يهدي الي الرشد
سنا نور موسي والجواد محمد
سناء يعيد البرء للأعين الرمد
هما شرعا من لجة العلم مورداً
جداوله للناس أحلي من الشهد
وقال عبد الباقي العمري يمدح باب الحوائج الأمام الكاظم (عليه السلام):
لا تلمني علي وقوفي بباب
تتمني الأملاك فيه وقوفي
هو باب مجرب ذو خواص
كان منها إغاثة الملهوف
ملجأ العاجزين كهف اليتامي
مروة المرملين مأوي الضيوف
أنا عنه حيّاً وميّتاً بدنياي
وأخراي لست بالمصروف
فليلمني من شاء إني موال
رافل من ولائهم بشغوف
وقال عبد الباقي العمري ايضاً من مديحة كاظمية أخري:
خلعنا نفوساً قبل خلع نعالنا
غداة حللنا مرقداً منك مأنوسا
وليس علينا من جناح بخلعها
لأنك بالوادي المقدس يا موسي
وقال رحمة الله عليه ايضا في مديحة كاظمية جوادية:
زر حضرة مجمع البحرين ساحتها
أبان عن قبتيهما سره القدر
تري أبن جعفر موسي في حظيرته
موسي ولكن له من نفسه خضر
وقال عبد الباقي العمري وقد زار الجوادين عليهما السلام في رجب سنة ۱۲٦۹هجرية:
زيارة الكاظمين في رجب
تنقذ يوم اللقا من اللهب
تعدل حجاً ووقفة بمني
وعمرة كلها بلا نصب
إي وأبي لا يخاف هول غد
من حازهما في الزمان إي وأبي
من شاهد الفرقدين قبلهما
في سفطي قبتين من ذهب
رزقنا الله وأياكم زيارة وشفاعة أمامينا الجوادين الكاظمين (عليهما السلام) في الدنيا والآخرة.