بسم الله وله الحمد أن جعلنا من أمة خير النبيين وسيد الوصيين وآلهما الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين سلام من الله عليكم.
طابت أوقاتكم بخير بركة ورحمة وأهلاً بكم في لقاءٍ آخر مع مدائح الأنوار الالهية الهادية الي كل خير وسعادة وحياة طيبة.
من الاغراض المهمة التي تشتمل مدائح الانوار الالهية بعث الاستشعار عليها الوجداني بعظمة النعمة التي من بها الله تبارك وتعالي علي الناس عندما بعث فيهم سراجه المنير وأحب الخلق اليه محمد المصطفي (صلي الله عليه وآله) وهذا الاستشعار يقوي محبة المصطفي وآله في قلب المؤمن وبالتالي يجعله مندفعاً للاستهداء بنوره والتوسل به الي الله جل جلاله.
وهذا ما نراه واضحاً في القصيدة التي اخترناها لهذا اللقاء وهي في مدح الهادي المختار وشكر نعمة مبعثه الشريف أنشأها بهذه المناسبة الشاعر المعاصر السيد جواد الحسيني، ونضم فيها أبياتاً في التوسل الي الله بالنور المحمدي الانور لأديب أندلسي من القرن الهجري التاسع هو عبد الكريم بن محمد القيسي البسطي المتوفي سنة سبع وتسعين بعد الثمانمائة للهجرة المباركة. نبدأ أحباءنا بقصيدة السيد جواد الحسيني حيث يقول في مدح المصطفي وبعثته (صلي الله عليه وآله):
الله نور في ربي الاكوان
في عطفه وعطاءه الرباني
شملت رعايته ليسبغ خيره
فيضاً ولطفاً في بني الانسان
جلت ارادته فجاد بضله
وعداً قضاه بنصه القرآني
بعث البشير من الجزيرة رامياً
اظهار سحر شعاعه النوراني
جمعت علوم الانبياء بصدره
من آدم أو نوح أو لقمان
فسري باطراف العوالم كلها
نهج الاله الواحد المنان
وتبددت لجج الظلام بنوره
وانهار ركن الشرك والاوثان
والجهل زال وقوضت اركانه
وسما الرسول بصوته العدناني
يوم أتي فيه الامين مبشراً
ليتم صرح الدين والايمان
ارسي قواعده وسن بيانه
فتجسدت للمعجزات معاني
وبه تجلي للبرايا عزةً
وعلت بذلك من عظيم الشان
يوم رقي للعالمين بقدسه
فتباركت في عطره الثقلان
أوحي الأمين بليلة القدر التي
فيها غدت بالخير والوجدان
وأشار فيه الي الرسول مبلغاً
"أقرأ" بإسم الواحد الديان
قم وانذر الخلق الملئ بجهله
واكثر من التكبير للرحمان
وانشر أصول الدين ثم فروعه
متجلداً متحملاً متفاني
واصبر لربك ثم رتل ذكره
واعمل بفضل الحق والفرقان
وثيابك البيضاء طهرها فقد
حانت أوان تتمّة الاديان
وبذلك الدين الختام شريعةً
ليكون فيها الحكم للحنان
فسني علي وجه البسيطة نوره
اذ عم في الافاق والاكوان
واليمن طل مع النذير مزيناً
صدر الوجود بعطره الريحاني
وبذا الرسالة اينعت بظلالها
ليذوب قلبي بالهدي ولساني
يا من به لله بات توسلي
فهو الذي قد دلني وهداني
كانت هذه مديحة الشاعر المعاصر السيد جواد الحسيني التي أنشأها في مدح المبعوث رحمه الله للعالمين المصطفي محمد (صلي الله عليه وآله) وقد ختمها بالتوسل به الي الله وهذا ما يشاركه فيه الأديب الأندلسي عبد الكريم البسطي حيث يختم احدي قصائده الوجدانية قائلاً:
ولست ولا أخفي أبالي بهم غداً
إذا كان لي الله العظبم هو الولي
عليه اعتمادي في أموري كلها
فحاشا يخيب القصد وهو معولي
إلهي ملاذي ملجئي متعلقي
معيني مقيلي عدتي الدهر مأملي
وبالمصطفي الهادي الشفيع محمدٍ
الي الله في كشف الكروب توسلي
عليه صلاة الله ما أم قبره
مشوق فؤاد من أذي الشوق معضل