بسم الله وله خالص الحمد أن هدانا لمعرفة سادات أوليائه واتباعهم المصطفي الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
من الخصائص المهمة التي امتاز بها أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) هي اجماع الجميع حتي أعدائهم وظالميهم علي نزاهتهم وعظيم خدماتهم للاسلام والمسلمين.
ولذلك فان مراجعة سيرتهم من السبل المهمة للاهتداء الي معرفتهم والتعبد لله عزوجل بطاعتهم ومودتهم. وهذا ما ظهر في كثير من نماذج الشعر الولائي، ومنه ما اخترناه لهذه الحلقة وهي ابيات في مدح الوصي المرتضي (عليه السلام).
انشأها أحد أعلام علماء الامامية وأدبائهم في القرن الهجري الثالث عشر انه الشيخ الجليل ابراهيم يحيي العاملي مؤلف كتاب الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ في فقه الشيعة وصاحب المنظومات في العقائد والاصول.
بعد ابيات مؤثرة في طلب الحق والاهتداء لأولياء الله عزوجل يقول الشيخ العاملي (قدس سره الشريف):
وقد علاني ضياء ليس يدفعه
شيء بفضل أمير المؤمنين علي
أجري وأشجع من يدعي ليوم وغيً
وأكرم الناس من حافٍ ومنتعل
زوج البتول الذي ماشد مئزره
لا علي الحسنيين العلم والعمل
أبو النجوم التي أسماؤها كتبت
بنوره فوق ساق العرش في الازل
العالم الحبر والبدر الذي انكشفت
بنوره ظلم الأديان والملل
بسيفه قام دين الله واعتدلت
قناته بعد طول الزيغ والميل
مازال يغشي الوغي والبيض في يده
حمر الخدود وحاشاها من الخجل
وينصر الدين في سر وفي علن
ويخذل الكفر في حل ومرتحل
سل عنه سلعاً وقد ناداه من كثب
عمرو بن ود فلباه علي عجل
وسل هوازن عنه والنضير وسل
بدراً وسل أحداً والنهروان سل
وسل مواقف صفين التي ذهبت
فيها صوارمه بالخيل والحول
وسل صدور العوالي والبواتر عن
جميل أفعاله في وقعة الجمل
مشاهد أسفر الدين الحنيف بها
عن وجهٍ ابلج مثل الشمس في الطفل
ونبقي مع الشيخ ابراهيم يحيي العاملي وهو يجسد سلوك المومن الصادق في تولي ائمة الحق بعد معرفتهم، حيث يخاطب سيد الوصيين (عليه السلام) قائلاً:
افديه من ماجد بالمجد ملتحف
بالفضل متشح بالخير مشتمل
علم وحلم ومن لا يكدره
من لا تعتريه آفة الملل
جود به زهت الدنيا وسالكها
والارض تحيا بصوب العارض الهطل
ان المكارم شتي لاعداد لها
سبحان جامعها في ذلك الرجل
بني له الله بيت المجد حيث بدا
للناظرين وميض النور من زحل
نال الخلافة بالنص الجلي فيا
لله من ذي ضلال والصباح جلي
ان الخلافة تاج ليس يعقده
من البرية إلا خاتم الرسل
جاء الامين من الله الأمين بها
إلي الأمين فنادي وهو في جذل
ألست أولاكم طراً بأنفسكم
قالوا بلي يا رسول الواحد الأزلي
فقال من كنت مولاه وسيده
فحسبه من علي سيد وولي
قالوا رضينا به موليً وأكثرهم
يفتر عن صدر ملآن من الدغل
لقد تنكب نهج الحق رائدهم
والحق أظهر من نار علي جبل
هيهات لا ينفع المسلوب ناظره
طلوع شمس الضحي في دارة الحمل
شربت من حبكم كأساً مطهرةً
ما كدرتها العدي باللوم والعذل
أعرضت عن غيركم لما ظفرت بكم
وفي البحور غنيً عن مصة الوشل
تالله إن النعيم المحض حبكم
وعن سواه إله العرش لم يسل
وإنكم ظِلّه الباقي ورحمته
وهل سمعت بظل غير منتقل
أطفي بذكركم شوقاً أكابده
في النشأتين لدفع الحادث الجلل
وما أخالك تنساني إذا برزت
نار الجحيم وقلت عندها حيلي
أحسنت ظني لأن الله عودني
أن لا يخيب في أحسانه أملي
صلي عليكم أله العرش ما سفحت
عين الغمام بمنهل ومنهمل
ولاعدا ربعك المعمور ساريةً
تذري مدامعها في روضه الخضل
رحم الله العالم الجليل والفقيه الأديب الشيخ ابراهيم يحيي العاملي من أعلام علماء الإمامية في القرن الهجري الثالث عشر وجزاه الله خيراً علي مديحته الرائقة لسيد الوصيين وأمير المؤمنين (عليه السلام).