بسم الله وله المجد والحمد اكرم الاكرمين وأسني الصلوات علي مطالع نوره المبين محمد وآله الطاهرين.
من أدب الإسكندرية في مصر والحويزة في ايران إخترنا لكم مدائح هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار في البداية نقرأ لكم ابياتاً بليغة من مديحة غراء للوصي المرتضي (عليه السلام) من إنشاء أحد كبار الكتـّاب المرسلين وعميدهم في القرن الهجري السادس وهو الشاعر النبيل ابو الفتوح نصر بن عبد الله الإسكندري الأزهري المعروف بأبن قلاقس، المتوفي سنة سبع وستين بعد الخمسمائة للهجرة، ثم نقرأ لكم مقطوعتين في مدح الإمامين الجوادين (عليهما السلام) من إنشاء العلامة الورع الفقيه الأديب محمد طه بن نصر الله الحويزي من أعلام القرن الهجري الرابع عشر.
نبدأ بمديحة الأديب الأزهري ابي الفتوح ابن قلاقس فبعد أبياتٍ عتابية لأحد وجهاء زمانه، يقول (رحمه الله):
ولي سقمٌ عليك ومنك بُرءٌ
وبي ظمأ إليك وفيك ريُّ
أسأت إليّ والأيامُ جدٌّ
فأحسنَ لي أبو حسنٍ عليُّ
فقابلني له خُلُقٌ رضيُّ
يصدّقُ بشرَهُ خَلقٌ وضيُّ
وعارضني له عرضٌ نقيُّ
يخبّرُ أنهُ برُّ تقيُّ
وأتانيَ من الإحسانِ مالاً
يكادُ ومثلُه يأتي الأَتيُّ
وطوّل جودَه فأردت وصفاً
لغايته فقصّرَ بي الرّويّ
سحائُبهُ ثقالٌ مسرعاتٌ
وسيرُ السُحبِ مثقلةً بطيُّ
بمرعاها الشّفاءُ وثمّ مرعيً
وبيلٌ مع نضارتِهِ وبيُّ
نبقي مع الأديب الإسكندري الأزهري نصر بن عبد الله؛ فبعد هذه التصويرات الفنية الدقيقة للجود والكرم العلوي؛ يواصل مديحته لأمير المؤمنين الوصي المرتضي بذكر صحاح الأحاديث الشريفة المعرفة له (عليه السلام)، فيقول:
أقول لسائلي عنه كأن لم
يصافح سمعَه الخبرُ الجليُّ
مَريعُ جوانبٍ ومُريعُ بأسٍ
ذُكائيٌّ محيّاهُ ذكيُّ
زففتُ إليه أبكارَ القوافي
لعلمي أنّه البعلُ الكفيُّ
وما ولّيته إلا ثناءً
هدّيتُه لمن يهدي هديُّ
فيا صهرَ النبيّ اسماً ورسماً
شُرفتَ به وشرّفَك النبيّ
وحسبُك يا عليُّ من امتداحٍ
مقالةُ عائذٍ بك يا عليُّ
وقلّد نحرَ عيدَ النحرِ عيداً
من الأفضالِ أنت به حريُّ
فمثلُك زندُ همّتِهِ طويلٌ
هُناك وزند عزمته وريُّ
ولا سيّما ونحوك كلّ عينٍ
سارقُ لحظها نظرٌ خفي
وفي لحظ اليتيم سطورُ ضغنٍ
تد ربّ في قراءتها الوصيُّ
كانت هذه أبياتٌ من مديحة غراء للوصي المرتضي (عليه السلام) من إنشاء الأديب الأزهري المبدع ابي الفتوح نصر بن عبد الله الإسكندري من القرن الهجري السادس، ومنها ننقلكم الي القرن الهجري الرابع عشر، ومن الإسكندرية الي الحويزة في إقليم خوزستان ومقطوعتين مؤثرتين من شعرالولاء الحق في التوسل الي الله بالإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام، وهي من إنشاء العلامة الفقيه الأديب الشيخ محمد طه بن نصرالله بن حسين الحويزي الكرمي مولود سنة (۱۳۱۷ه) والمتوفي بعد سنة (۱۳۷۱ه) ، قال (قدس سره) يمدح بها الإمامين الجوادين (عليهما السلام):
قل لركب قد يمموا
للإمامين مشهداً
فاهتدوا مذ رأوا علي
طور موسي نور الهدي
طأطئوا الهام واقصدوا
بعد موسي محمداً
إنه باب حطة
فأدخلوا الباب سجداً
وللشيخ محمد طه الحويزي أبيات دالية أخري في مديح الإمامين الجوادين (عليهما السلام) يقول فيها:
إن تأو غير حمي الجواد
فلقد نزلت إذن بوادي
هذا ابن أفصح ناطق
بالضاد منهل كل صادي
فإذا دهتك ملمة
أغوتك عن باب الرشاد
بادر إلي باب الحوائج
أو إلي باب المراد