بسم الله وله الحمد والشكر منير قلوب المؤمنين وأزكي الصلاة والتسليم علي مصابيح النور الرباني المبين الهادي الأمين وعترته الطاهرين.
تواترت الأحاديث الشريفة المدونة في مختلف المجاميع الروائية المعتبرة عند طوائف المسلمين، والمصرحة بأن من أهم وسائل النجاة في الدنيا والآخرة وأهوال القيامة صدق المودة للعترة المحمدية المطهرة وهذا ما تصوره مقطوعتان إخترناهما لكم من شعر أديب عصره ومؤلف كتاب معجم الأخطاء اللغوية صفي الدين عبد العزيز الطائي الحلي المتوفي منتصف القرن الهجري الثامن؛ وكذلك من شعر الفاضل الكامل والأديب المبدع الشيخ محسن فرج النجفي المتوفي منتصف القرن الهجري الثاني عشر هذا في الشطر الأول من البرنامج أما في الشطر الثاني ففيها مقطوعتان:
الاولي: في ذكر أئمة البقيع (عليهم السلام) وجفاء الوهابية لرسول الله (صلي الله عليه وآله) فيهم.
والثانية: في مدح مولانا الإمام الهادي النقي (عليه السلام) وكلاهما لصاحب القصيدة الكوثرية الشهيدة السيد رضا الرضوي الهندي (رضوان الله عليه).
نبدأ من القرن الهجري الثامن وقول الشاعر الجزيل صفي الدين الطائي الحلي:
يا عترة المختار يا من بهم
يفوزُ عبدٌ يتولّاهم
أعرفُ في الحَشرِ بحبّي لكمُ
إذ يعرفُ الناسُ بسيماهُمُ
أما الشيخ محسن فرج من أدباء العلماء في القرن الهجري الثاني عشر وهو يصور الرجاء الطيب وحسن الظن بالشفاعة المحمدية لمن وَحَد الله وصدق في مودته للعترة المحمدية الطاهرة، قال (رضوان الله عليه):
مالي سوي عترة الهادي وحيدرة
ذخيرة يوم حشري بعد توحيدي
هما هما ما لعبد مذنب وزر
سواهما لا وباري كل موجود
ننقل بكم الي القرن الهجري الرابع ومع أحد سادة شعراء الولاء من العلماء الابرار إنه صاحب القصيدة الكوثرية الشهيرة آية الله السيد ابو احمد رضا النقوي الرضوي المشهور بالسيد رضا الهندي (رضوان الله عليه) في المقطوعة الأولي ينقلنا السيد الي البقيع المقدس وهو يمدح بلوعة ائمته الطاهرين السبط المجتبي وزين العابدين والباقر والصادق (عليهم السلام)، الذين جفا الجفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهدم قبورهم ومنع الحجاج من التقرب الي الله بتعظيمهما والتبرك بها؛ قال (قدس سره):
أعزَّ اصطباري وأجري دموعي
وقوفي ضحي في بقاع البقيعِ
علي عترة المصطفي الأقربين
وأمهمُ بنت طه الشفيعِ
هُم آمنوا الناس من كل خوفٍ
وهم أطعموا الناس من كل جوع
وهم روّعوا الكفر في بأسهم
علي أن فيهم أمان المروعِ
وقفت علي رسمهم والدموعُ
تسيل ونارالجوي في ضلوعي
وكان من الحزم حبس البكاء
لو أن هنا لك صبري مطيعي
وهل يملك الصبر مَن مقلتاه
تري مهبط الوحي عافي الربوع
وقَيّمَهُ يمنع الزائرين
من لثم ذاك المقام المنيع
إذا همَّ زوّاره بالدنوِّ
يذو دونهم عنه ذود القطيعِ
وهذا مقام يذم الصبور
عليه ويحمد حال الجزوع
ويا ليت شعري ولا تبرح
الليالي تجيء بخطب فظيع
أكان إليهم أساء النبيُّ
فيجزونه بالفعال الشنيع
ومن مظلومية أئمة البقيع (سلام الله عليهم) ننتقل مع آية الله السيد رضا الهندي الي سامراء ومقطوعة قصيرة أنشأها مؤرخاً تجديد باب مرقد الإمام علي النقي الهادي (عليه السلام) في روضة العسكريين (عليهما السلام) وضمنّها معاني توحيدية دقيقة قال (رضوان الله عليه):
لذ بباب النقي ما عشت حتي
تلج القصد من مسالك شتي
هو بابٌ من يخلص القصد فيه
حتَّ عنه الله المآثم حتاّ
باب قوم بهم كفي الله أمر السجن
والحوت يوسفاً وابن متي
عترة المصطفي فما يبلغ الناعتُ
فيمن سادوا الخلائق نعتا
زره مستعصماً به وتمسك
بحماه وجئه وقتاً فوقتا
واجعل الواحد المعين وأرّخ
هو باب الله الذي منه يؤتي