بسم الله الواحد الأحد وله الحمد والمجد والثناء عظيم الالاء والصلاة والسلام علي أنوار هدايته ومقابس حكمته وينابيع رحمته محمد وآله الطاهرين.
إختص قسم مهم من أدب الولاء بعرض تصويرات فنية بلغة الشعر الصادق لما حفلت به محكمات الايات الكريمة وصحاح الأحاديث الشريفة من بيان بركات التمسك بولاية اهل بيت النبوة المحمدية والتعريف بمقاماتهم (عليهم السلام).
ومن القصائد الغراء في هذا المجال هي بائية الوزير الفاضل والعالم الأديب والكلامي الحكيم الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني المتوفي سنة خمس وثمانين بعد الثلاثمائة للهجرة.
في مطلع هذه الأبيات يذكر الصاحب بن عباد بعض خصائص أهل بيت النبوة (عليهم السلام) مشيراً الي ما ورد في صحاح الأحاديث الشريفة فيقول:
ورويت من فضل النبيّ وآله
مالا يبقي شبهة المرتاب
وذكرت ما خصّ النبيّ بفضله
من مفخر الأعمال والأنساب
يا آل أحمد أنتم حرزي الذي
أمنت به نفسي من الأوصاب
أسعدت بالدنيا وقد واليتكم
وكذا يكون مع السعود مأبي
أنتم سراج الله في ظلم الدجي
وحسامه في كل يوم ضراب
ونجومه الزهر التي الوري
وليوثه ان غاب ليث الغاب
ومن آية المودة في القربي ينطلق هذا الأديب الولائي (رحمه الله) ليعرض شروط الإيمان الصادق فيقول مخاطباً مصابيح الهدي الإلهي (عليهم السلام):
لا يرتجي دين خلا من حبّكم
هل يرتجي مطر بغير سحاب
أنتم يمين الله في أمصاره
لو يعرف النصّاب رجعع جواب
تركوا الشراب وقد شكوا غلل الصدي
وتعللوا جهلا بلمع سراب
لم يعلموا أنّ الهوي يهوي بمن
ترك العقيدة رنة الأنساب
لم يعلموا أنّ الوصي هو الذي
اخي النبيّ اخوّة الانجاب
لم يعلموا أنّ الوصيّ هو الذي
سبق الجميع بسنةٍ وكتاب
لم يعلموا أنّ الوصيّ هو الذي
لم يرض بالأصنام والأنصاب
ويستمر الوزير الفاضل والأديب الولائي الصاحب بن عباد في ذكر بعض مناقب بل وخصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي نزلت بشأنها آيات كريمة وخلدتها أحاديث شريفة، قال (رحمه الله):
لم يعلموا أنّ الوصيّ هو الّذي
آتي الزكاة وكان في المحراب
لم يعلموا أنّ الوصيّ هو الذي
حكم الغدير له علي الأصحاب
لم يعلموا أنّ الوصي هو الذي
قد سام أهل الشرك سوم عذاب
لم يعلموا أنّ الوصي هو الذي
ترك الضلال مفّلل الأنياب
مالي أقصّ فضائل البحر الذي
علياه تسبق عدّ كلّ حساب
لكنّني متروّح بيسير ما
أبديه أرجو أن يزيد ثوابي
مدح كأيام الشباب جعلتها
أدبي وهنّ عقائد الآداب
حبّي أمير المؤمنين ديانة
ظهرت عليه سرائري وثيابي
أدّت اليه بصائر أعملتها
اعمال مرضيّ اليقين عقابي
لم يعبث التقليد بي ومحبّتي
لعمارة الأسلاف والأحساب
يا كفؤ بنت محمد لولاك ما
زفت الي بشر مدي الأحقاب
يا أصل عترة أحمد لولاك لم
بك أحمد المبعوث ذا أعقاب
وأفئت بالحسنين خير ولادة
قد ضمّنت بحقائب الانجاب
كان النبي مدينة العلم التي
حوت الكمال وكنت أفضل باب
ردّت عليك الشمس وهي فضيلة
بهرت فلم تستر بلفّ نقاب
نكتفي بهذا المقدار من هذه القصيدة الإحتجاجية والولائية الغراء في مدح العترة المحمدية والإمام المرتضي (عليه السلام) التي أنشأها الوزير الفاضل الصاحب بن عباد الطالقاني من أعلام القرن الهجري الرابع (رضوان الله عليه).