بسم الله مبدأ كل نور وخالقه والصلاة والسلام علي مصابيح هداه معادن رحمته وحكمته المصطفي محمد وعترته.
مصطلح ورد ذكره في كثير من صحاح الأحاديث النبوية كحديث الثقلين المتواتر حيث قال سيد الصادقين في آخر وصاياه (صلي الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً... كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقد أخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض.
ومن هذه الأحاديث يتضح أن المراد بالعترة المحمدية هم المعصومون من أهل بيت عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، وإنطلاقاً من هذه الأحاديث إهتم شعراء الولاء بمدح العترة المحمدية وفاءً لجدهم المصطفي (صلي الله عليه وآله)، وقد إخترنا من هذه المدائح مقطوعات لإثنين من أدباء العلماء الأول من البحرين وهو فقيه جليل تخصص في علمي الحديث الشريف او رجال أسانيده هو آية الله الشيخ أحمد بن صالح الستري البحراني خريج حوزة النجف الأشرف والمتوفي في البحرين سنة ۱۳۱٥.
أما الثاني فهو أديب مدينة الحويزة جنوبي ايران السيد شهاب الدين ابن معتوق الموسوي من أعلام القرن الحادي عشر من الهجرة النبوية المباركة.
نبدأ ببعض مقطوعات العالم الأديب أحمد الستري البحراني، ومقطوعة يمدح العترة المحمدية ويتبرأ ممن ظلمهم من طواغيت بني أميه وبني العباس فيقول (رحمه الله):
الحق نور عليه للهدي عَلَمٌ
من أمَهُ مستنيراً قاده العَلمُ
يا حبذا عترة بدء الوجود بهم
وهكذا بهم ينهي ويختتم
من مثلهم ورسول اللهَ فاتحهم
وسيطةُ العقدُ والمهدي ختمهم
وهل أمية لا لُمت بمغفرة
ولانحت سَواحها من رحمةٍ دِيمُ
تنوش هدب ذيول للهدي سدلت
من الإله لها الأملاك تحترمُ
ولا كمثل بني العباس لا رقبوا
إلا ولا ذمة بل رحمهم جذموا
جنوا بمثل الذي تجني أمية بل
علي طنابيرهم زادت لهم نغمُ
ولهذا العالم البحراني الجليل مديحة رثاء قصيده لسيد الأوصياء الإمام المرتضي (عليه السلام) يقول فيها (رحمه الله):
للّه سهم سددته يد القضا
فأصاب كل الخلق حتي من مضي
عقدت عليه المكرمات نطاقها
فالآن حق لعقدها أن ينقضها
تاللهَ أن المرتضي قدشب في قلب
الوري لما مضي نار الغضا
وسقي ضريح المرتضي صوب الرضا
ما نور مفخرهِ علي الدنيا أضا
ويقول الشيخ احمد الستري في مقطوعة أخري مخاطباً أمير المؤمنين (عليه السلام):
ولقد تسابقت السماء وأرضها
في ضم شخصك مجمع التبيين
فقسمت بينما فروحك في السما
والجسم في الأرضين للتحصين
وكل مدح للأنوار الإلهية (عليهم السلام) هو فرع المدح القرآني لهم وهذا ما يشير إليه بلطافة بليغة الشيخ أحمد الستري حيث يقول عن الوصي المرتضي (عليه السلام):
فدع مديحي ومدح الناس كلهم
والزم مديحاً له الرحمن أولاه
فكل من رام مدحاً فيه منحصرٌ
لسانُهُ عن يسير من مزاياه
ومن البحرين ننتقل الي مدينة الحويزة جنوبي ايران ونعود بكم الي القرن الهجري الحادي عشرفنقرأ لكم من ديوان أديبها المبدع السيد العالم شهاب الدين ابن معتوق الموسوي الحويزي قوله من بعض قصائِدِه:
يا بَني الوحي والنبوّةِ أنتم
رهطُها والخَواص من أقرِباها
ولَدَتكم كرائِمٌ من كرامٍ
عترةٌ مفخرُ العباءِ حَواها
كم لكم في الكتابِ آياتِ مَدحٍ
بيّن اللهُ فضلَها وتَلاها
تعلَمُ الأرضُ إنّكم لعليها
شُمُّ أوتادِها وخطُّ اِستواها
ويستمر السيد شهاب الدين الحويزي في مدح العترة المحمدية خاصاً بالذكر سيد الأوصياء علي المرتضي (عليه السلام) فيقول (رحمه الله):
وَحَكمتم علي الليالي فَخِلنا
ملكتكم يدُ الزمانِ إماها
وصرَفتُم صُروفَها للأعادي
فأسرتُم نُفوسها في عَناها
وهززتُم علي الخُطوب رماحاً
فشككتُم صُدورَها في شَباها
سيّدي ليستِ المكارمُ إلاّ
لفظةً أنتَ واضعٌ معناها
أنتم للنّفوسِ داءٌ وطبٌّ
قد قضيتُم بموتها وبَقاها
يا نصيري علي العِداء وعَوني
ومَعاذي إذا خشيتُ أذاها