بسم الله وله عظيم الحمد علي ان جعلنا من اهل مودة صفوته من الخلائق أجمعين ومجاري رحمته للعالمين محمد وآله الطيبين صلوات الله علهم أجمعين.
أهلاً بكم في هذا اللقاء مع مدائح الأنوار الالهية، وقد اخترنا لكم فيه مديحتين مفصلة ومجملة لأئمة سامراء (عليهم السلام) الاولي لأحد فقهاء القرن الهجري الثاني عشر البارعين هو العالم الاديب نجم الدين الحسين بن علي ابو عبد الله الفقيه الشافعي البغدادي المشهور بلقب العشاري المتوفي سنة ۱۱۹٥ والثانية لصاحب القصيدة الكوثرية الشهيرة آية الله السيد الموسوي رضا الهندي النجفي من أعلام العلماء الادباء في القرن الرابع عشر.
يقول الفقيه نجم الدين الشافعي في مديحته الرقيقة لأئمة سامراء (عليهم السلام) وهو يحكي اشواق تجربته في زيارة روضتهم المباركة:
علي عذبات البان فاقدة الالف
تغنت فأغنت عن مئات وعن الف
دعتها دواعي الشوق للنوح فانثنت
تردد الحانا تجل عن الوصف
حكتني وقد فارقت بالامس روضة
مقدسة الارجاء طيبة العرف
فو الله لاأنسي ليال تصرمت
بها وعيون الدهر تنظر عن ضعف
منازل سامراء تاهت بفضلها
لما انها كالمعصم الغض للكف
بها العسكري الطاهر الحسن الرضا
وغيث الوري المنهل من عالم اللطف
وسيدنا الهادي علي أخو العلي
ورب المعالي الغر اذ قام بالعرف
وحجة ارباب المعالي محمد
ولي الهدي المهدي بالواضح الصرف
أئمة فضل زينوا العلم بالتقي
ولم يعرفوا في تابعيهم سوي العطف
علتْ برسول الله منهم مراتب
عن الالف عند الله واحدها يكفي
نجار به طاب الوجود فان ترد
بياناً فراجع هل أتي وائت بالصف
وفي سورة الأحزاب ان كنت قارئاً
تنزه ودع قول الحسود الذي ينفي
وفخر له زهر النجوم تقاعست
وكادت تميل الشمس منه الي الحتف
أبوهم أجلّ المرسلين وأمهم
أجل نساء العالمين بلا وقف
ووالدهم بحر العلوم الذي له
وقائع في الاسلام محمودة الوصف
ويوصل الفقيه البغدادي نجم الدين الشافعي مديحته لأئمة سامراء العسكريين (عليهما السلام) والمهدي الموعود (عجل الله فرجه) فيتطرق الي ذكر منازلهم ومقاماتهم وأهمها كونها ملجأ طلاب الهداية الالهية وابواب قضاء حوائج الخلق، قال (رضوان الله عليه):
كرام عظام أهل بيت نبوة
محلهم من سائر الناس كالانف
هم ملجئي في الحادثات وعدتي
ومرمي مرامي دائماً وهم كفي
تشرفت فيهم اذ لثمت قبورهم
وأكحلت من آثار تربتهم طرفي
وجاورتهم حتي رأيت جوارهم
أحب لقلبي من مجاورة الالف
كرام نزلنا في خلال بيوتهم
فكان قراهم والنوال علي حرف
فأبصرت نور الاهتدا ببصيرتي
وما ضرني ان النواظر في ضعف
وهيهات أن ارضي بذاك وان لي
حقوق جوار كل يوم علي ضعف
فأرجو بهم يوم المعاد شفاعة
أحل بها من رحمة الله في لطف
ويختم الفقيه الأديب نجم الدين الشافعي البغدادي المعروف بالعشاري مديحته لأئمة سامراء (عليهم السلام) بذكر السيدة حكيمة بنت الامام الجواد (عليه السلام) التي كان لها دور مهم في رعاية والدة الامام المهدي وكذلك في ولادته (عجل الله فرجه) والتي يقع قبرها الي جوار قبر أخيها الهادي، قال (رحمه الله):
ولم أنس مولاتي حكيمة
سليلة بيت المصطفي فتية الطف
وحقهم لاحلت عن شغفي بهم
وأضربت عن قوم زعانفة غلف
لهم نسب عال ومجد مؤثل
وعلم وعرفان فقل للعدي أف
لقد ورثوا سر الحقيقة باطناً
عن المصطفي لاعن جفي ولا جلف
عليه صلاة الله ما غردت ضحي
علي عذبات البان فاقدة الالف
ومن هذه المديحة الغراء لأئمة سامراء (عليهم السلام) ننقلكم الي ديوان آية الله الفقيه الورع السيد رضا الهندي صاحب القصيدة الكوثرية، فنقرأ منه هذه المقطوعة التي يؤرخ فيها نصب الباب الذهبي لمرقد العسكريين (عليهما السلام)، قال (رحمه الله):
قال لمن يمموا النقي وأموا
من حمي العسكري أفضل خطه
جئتمو سرمن رأي فأقيموا
أبد الدهر في سرور وغبطه
زرتمو لجتي عطاء وفضل
يغتدي في يديهما البحر نقطة
خيرة الناس هم ومن ذا يساوي
في المزايا آل النبي ورهطه
قيل ارخ باب النقي فأرخت
ببيت في قلبي الوحي خطه
أدخلوا الباب سجداً ان باب
العسكريين دونه باب حطة