بسم الله وله خالص المدح والثناء والصلاة والسلام علي سيد الأنبياء وآله الصفوة النجباء.
تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاءً آخر من هذا البرنامج خصصناه لأشعار مفعمة بروح الولاء لأديب مبدع من القرن الهجري الرابع هو ابو القاسم علي الزاهي ننقل لكم أولاً ما كتبه العلامة الأميني في موسوعة الغدير في ترجمته ثم نماذج من مدائحة البليغة للعترة المحمدية.
قال العلامة الأميني في ترجمة هذا الشاعر الولائي: هو أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف القطان البغدادي النازل بالكرخ الشهير بالزاهي، وهو شاعر عبقري تحيز من شعره إلي أهل بيت الوحي، ودان بمذهبهم، وأدي أجر الرسالة، فكان أكثر شعره الواقع في أربعة أجزاء فيهم مدحاً ورثاءاً بحيث عد في كتاب (معالم العلماء) في طبقة المجاهدين من شعرائهم وصّافاً، فلم يزل فيه يكافح عنهم، وينازل ويناضل، ولذلك لم يلف نشوراً بين من كان يناوئهم أو لا يقول بأمرهم، فحسبوه مقـّلاً من الشعر كما في (تاريخ بغداد) وغيره، غير أن جزالة شعره، وجودة تشبيهه، وحسن تصويره، لم يدع لأرباب المعاجم منتدحاً من إطراءه.
ثم قال العلامة الأميني ولد [الزاهي] يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة ۳۱۸ كما نص به ابن خلكان نقلا عن (طبقات الشعراء) لعميد الدولة وتوفي ببغداد يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادي الأولي سنة ۳٥۲ في رواية عميد الدولة ودفن في مقابر قريش (رحمة الله عليه). قال الزاهي وهو يقتبس من الأوصاف القرآنية مدحه لأئمة العترة المحمدية (عليهم السلام):
فهم في الكتاب زيتونه النور
وفيها من غير نار وقود
وهم النخل باسقات كما قال
سوار لهن طلع ونضيد
وبأسمائهم إذا ذكر الله
بأسمائه أقتران وكيد
وللأديب ابي القاسم علي الزاهي البغدادي قصيدة في مدح العترة المحمدية:
أئمة حق خاتم الرسل جدهم
ووالدهم من كان للحق ناصرا
علي أمير المؤمنين وسيد
إلي قرنه بالسيف ما زال باترا
وأمهم الزهراء أكرم برة
غدا قلبها مضني علي الوجد صابرا
ومنهم قتيل السم ظلماً ومنهم
إمام له جبريل يكدح زائرا
قتيل بأرض الطف أروت دماؤه
رماح الأعادي والسيوف البواترا
ومنهم لدي المحراب سجاد ليله
وقرم لفضل العلم أصبح باقرا
وسادسهم ياقوتة العقد جعفر
إمام هدي تلقاه بالعدل آمرا
وسابعهم موسي أبو العلم الرضا
ومن لم يزل بالعلم للخلق ناشرا
وثامنهم ثاو بطوس ومن به
طفقت حزيناً للهموم مسامرا
وتاسعهم زين الأنام محمد
أبو علم للقوم أصبح عاشرا
ومنهم إمام سر من رأي محله
تمام لحادي العشر ظل مجاورا
وآخرهم مهدي دينك انه
إمام لعقد الفاطميين آخرا
وفي مقطوعة قصيرة يخاطب الشاعر الزاهي البغدادي أمير المؤمنين (عليه السلام) مستشفعاً به الي الله عزوجل بقوله:
أبا حسن جعلتك لي ملاذاً
ألوذ به ويشملني الذماما
فكن لي شافعاً في يوم حشري
وتجعل دار قدسك لي مقاما
وأخيراً نقرأ لكم أعزاءنا من شعر ابي القاسم علي الزاهي هذه الأبيات من مرثية مؤثرة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) يقول فيها:
أين بنو المصطفي الذين علي
الخلق جميعاً هواهم فرضاً
أين المصابيح للظلام ومن
علي في الذر حبهم عرضا
أين بنو الصوم والصلاة ومن
ابرامهم في الاله ما انتقضا
والي هنا ينتهي لقاؤنا بكم في حلقة أخري من برنامج مدائح الأنوار قرأنا لكم فيها مقاطع من شعر الأديب الولائي ابي القاسم علي الزاهي البغدادي في مدح أهل بيت النبوة (عليهم السلام).