بسم الله وله الحمد والمجد والثناء رب العالمين وأزكي الصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.
معكم في لقاء آخر من برنامج مدائح الأنوار في حلقاته الخاصة بشهري المحرم وصفر موسم تمجيد الملحمة الحسينية.
وقد اخترنا لهذا اللقاء مقطوعتين من ديوان الشعر الحسيني لأحد أعلام إدباء الولاء في القرن الهجري الثالث عشر هو الأديب المحب لأهل البيت (عليهم السلام) حسن قفطان مؤلف كتاب طب القاموس المتوفي سنة الف ومتئتين وست وسبعين للهجرة (رضون الله عليه).
في إحدي قصائده الحسينية التي جري فيها مجري الشعراء الحسينيين في توجيه الخطاب لأحد أصحاب الكساء (عليهم السلام) بشأن واقعة كربلاء قال الشيخ حسن قفطان:
من مبلغ الزهراء أن سليلها
عار ثلاثا في الثري لن يقبرا
وفري سنان نحره بحسامه
شلت يداه أكان يعلم ما فري
وبناتها يوم الطفوف سليبة
تسبي علي عجف المطايا حسّرا
لم أنس زينب وهي تندب ندبها
يا كافل الأيتام ياغوث الوري
سهّدت عيني ليتها عميت إذا
مرت علي أجفانها سنة الكري
ما كنت أعرف قبل رأسك واعظا
بالذكر قد جعل العوالي منبراً
نصبوه خفظا وهو رفع والثنا
منهم عليه مهّللاً ومكبرا
لم أدر من أنعاه يومك يا حمي
حرمي ويا كهفي إذا خطب عرا
ألاخوة أنعي أم ابني عمك
الطيار أم أنعي عليّ الأكبرا
أم مسلماً وبني عقيل أم بني
الالحسن الزكي أم الرضيع الأصغرا
أم لابنك السجاد فهو معالج
سقماً وجامعة وقيداً والسري
أم للنساء الخائفات يلذن بي
ويرين في الخيم الحريق المسعرا
تسبي وتقرع بالرماح إذا بكت
وشكت فتنتاب الزفير تحسرا
وفي قصيدة أخري يوجه الأديب الولائي حسن قفطان خطابه لأمير المؤمنين (عليه السلام) مشيراً الي أن ما فعله طواغيت بني أمية يوم كربلاء هو انتقام لاسلافهم أئمة الشرك الذين أبادهم الوصي المرتضي يوم بدر ثم يعرّج علي ذكر ما جري في يوم الطف قائلاً:
قابلوه بعدة وعديد
ضاق فيه رحب الفضاء مجالا
حلؤوه عن المباح وروداً
أوردوه أسنة ونبالا
فتحامت له حمية دين
فتية سامروا القنا العسّالا
ثبتوا للوغي فلله فتيان
تراهم عند الكفاح جبالا
وأفاضوا علي الدروع قلوبا
من حديد كانت لهم سربالا
ليس فيهم إلا أبي كمي
يرهب الجيش سطوة حيث صالا
ذاك حتي ثووا علي الترب صرعي
وسدتهم أيدي المنون رمالا
وغدا واحد الزمان وحيداً
في عداً كالكثيب حيث انهالا
شد فيهم وهم ثلاثون ألفاً
في صفوف كالسيل لما سالا
مفرداً يلحظ الأعادي بعين
وبأخري يرنو الخبا والعيالا
وهوي الجبل الأشم فمال
العرش والأرض زلزلت زلزالا
ورأت زينب الجواد خليّاً
ذا عنان مرخي وسرج مالا
فأماطت خمارها من جوي الثكل
ونادت واسيداً واثمالا
يا جواد الحسين اين حسين
أين من كان لي عماداً ظلالا
أين حامي حماي عقد جماني
من تسنمت في ذراه الدلالا
أين للدين من يقيم قناه
حيث مالت وينجح الآمالا
واستغاثت بربها ثم جرت
نحو أشلاء ندبها أذيالا
وأشارت لجدها والرزايا
أسدلت دون نطقها إسدالا
جد يا جد لو رأيت حسيناً
أي هيجاء من أمية نالا
مستغيثا هل من نصير وطوراً
يستقي لابنه الرضيع زلالا
فسقاه ابن كاهل وهو في
حجر أبيه عن الزلال نصالا
قرأنا لكم من ديوان الشعر الحسيني مقطوعتين من غرر المديح الممزوج بمفجع الرثاء لأحد أعلام الأدب الولائي في القرن الهجري الثالث عشر هو الشيخ حسن قفطان (رضوان الله عليه).