بسم الله نور السموات والارضين وله الحمد والمجد رب العالمين وأزكي الصلوات والتحيات علي مصابيح الهدي محمد المصطفي وآله كهف الوري.
نلتقيكم في هذا اللقاء مع مديحتين من مدائح الأنوار تجيشان بمشاعر المودة لفتي الحسين وشبيه الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) مولانا علي الاكبر (سلام الله عليه).
المديحة الاولي من إنشاء أحد شعراء الغري البارزين وهو الأديب الولائي المخلص علي شرارة الكتبي المتوفي سنة ۱۳۳٥ للهجرة والمدفون في الصحن العلوي المبارك.
أما المديحة الثانية فهي مما تفجرت به قريحة أديب جبل عامل في عصره الشيخ عبد الحسين صادق وهو مؤسس المدرسة الحسينية في النبطية وكان من رجال التربية والتعليم مؤلف كتابي جامع الفوائد والصلحاء إضافة الي ثلاثة دواوين من الشعر الولائي الصادق توفي رحمة الله عليه سنة ۱۳٦۱ للهجرة المحمدية المباركة. قال الأديب الحكيم علي شرارة الكتبي في مديحته لمولانا علي الأكبر (سلام الله عليه):
علي الدين والدنيا العفا بعد سيد
شبيه رسول الله خلقاً ومنطقاً
وخلقا كأن الله أودع حسنه
إليه انتهي وصلا وفيه تعرقا
حوي نعته والمكرمات بأسرها
فحاز فخاراً والمكارم والتقي
تخطي ذري العلياء مذ طال في الخطي
فجاز سما العلياء سمتا ومرتقي
ومن دوحة منها النبوة أورقت
فطاها لها أصل وذا منه أورقا
فمن ذا يدانيه إذا انتسب الوري
له المجد ذلاً لاوي الجيد مطرقا
ولم أنس شبل السبط حين أجالها
فقرب آجالا وفرق فيلقا
يصول عليهم مثلما صال حيدر
فكم لهم بالسيف قد شج مفرقا
كأن قضاء الله يجري بكفه
و من سيفه يجري النجيع تدفقا
ولما دعاه الله لباه مسرعا
فسارع فيما قد دعاه تشوقا
فخر علي وجه الصعيد كأنه
هلال أضاء الافق غربا ومشرقا
فنادي أباه رافع الصوت معلنا
اري جدي الطهر الرسول المصدقا
سقاني بكأس لست أظمأ بعدها
سقاني زلالاً كوثرياً معبقا
كانت هذه أبياتاً من مديحة أديب الغري الإستاذ علي شراره الكتبي في نفحة من مناقب مولانا علي الأكبر (عليه السلام).
ومنها ننقلكم الي جبل عامل ومديحة أخري لهذا الفتي المحمدي من إنشاء مؤلف كتاب الصلحاء الأديب المربي عبد الحسين صادق العاملي، قال (رحمه الله) في تصوير فني بليغ لمناقب علي الأكبر (سلام الله عليه):
لله بدر من مراق نجيعه
مزج الحسام لجينه بالعسجد
ماء الصبا ودم الوريد تجاريا
فيه ولا هب قلبه لم يخمد
لم أنسه متعمماً بشبا الظبا
بين الكماة وبالأسنة مرتدي
يلقي ذوابلها بذابل معطف
ويشيم أنصلها بجيد أجيد
خضبت ولكن من دم وفراته
فاخضر ريحان العذار الأسود
جمع الصفات الغر وهي تراثه
من كل غطريف وشهم أصيد
في بأس حمزة في شجاعة حيدر
بأبل حسين وفي مهابة أحمد
وتراه في خلق وطيب خلائق
وبليغ نطق كالنبي محمد
ويتابع الأديب العاملي عبد الحسين صادق مديحته لعلي الاكبر فتي الحسين (عليهما السلام) قائلاً:
يرمي الكتائب والفلا غصت بها
في مثلها من بأسه المتوقد
فيردها قسراً علي أعقابها
في بأس عريس العرينة ملبد
ويؤوب للتوديع وهو مكابد
لظما الفؤاد وللحديد المجهد
صادي الحشا وحسامه ريان من
ماء الطلا وغليله لم يبرد
يشكو لخير أب ظماه وما اشتكي
ظمأ الحشا إلا الي الظامي الصدي
فانصاح يؤثره عليه بريقه
لو كان ثمة ريقه لم يجمد
ومذ انثني يلقى الكريهة باسماً
والموت منه بمسمع وبمشهد
لف الوغي وأجالها جول الرحي
بمثقف من بأسه ومهند
حتي إذا ما غاص في أوساطهم
بمطهم قب الأياطل أجرد
عثر الزمان به فغودر جسمه
نهب القواضب والقنا المتقصد
ومحا الردي يا قاتل الله الردي
منه هلال دجي وغرة فرقد
يا نجعة الحيين هاشم والندي
وحمي الذمارين العلي والسؤدد
فلتذهب الدنيا علي الدنيا العفا
ما بعد يومك من زمان أرغد
رحم الله الأديب العاملي عبد الحسين صادق العاملي علي هذا التصوير البليغ والصادق للشجاعة الحيدرية التي تجلت في مولانا علي الأكبر بن الحسين (عليها السلام).