بسم الله وله الحمد والمجد الحي القيوم تبارك وتعالي رب العالمين وأسني الصلوات الزاكيات والتحيات المتواترات علي أصول كرم الله وأولياء نعمه علي عباده المصطفي الأمين وآله الطاهرين.
نلتقيكم في حلقة أخري من البرنامج نخصصها لأبيات منتخبة من قصيدتين في مدح حامل الراية المحمدية في كربلاء علم الوفاء أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين (عليهما السلام) الأولي للأديب المبدع محسن الخضري المالكي وهو من ذرية مالك الأشتررضي الله عنه وكان من وجهاء النجف الأشرف وتوفي سنة ۱۳۰۲ للهجرة أما الثانية فهي لشاعرالولاء العالم جواد بدقت الأسدي وليد كربلاء المقدسة والمتوفي فيها سنة ۱۲۸۱ للهجرة. قال الأديب الولائي المبدع محسن الخضري المالكي (رحمه الله):
ابا الفضل قبل الفضل انت وبعده
اليك تسامي الفضل عزا ومفخرا
فواسيت طعانا اباك وصابرا
اخاك ومقطوع الذراعين جعفرا
وزدت عليه اليوم فرقا يشقه
عمود حديد ظل يرديك للثري
فلا قام للهيجاء سوق حفيظة
تباع بها نفس الكريم وتشتري
وفي أبيات أخري من قصيدته يصف الأديب الخضري بعض مظاهرالشجاعة الحيدرية التي تجلت في أبي الفضل عليه السلام فيقول:
فما كلت الهيجاء الا اعادها
اغراذا ما استقبل الجيش غبرا
اذا اقتحم الصف المقدم لفه
باخر من خلف الصفوف تأخرا
ويطعن وخزا في الصدور باسمر
من الخط يمحو للكتيبة اسطرا
وصاح بهم والموت اهون صيحة
فخيل مليك الرعد في الجو زمجرا
وخاض غمارالعلقمي جواده
يهلل تصهالا وجبريل كبرا
فروي وما اروي غليل فؤاده
فهل كان طعم الماء في فيه ممقرا
أما الأديب الولائي جواد بدقت الأسدي الحائري فنقرأ لكم من مديحته لبطل العلقمي ابي الفضل العباس عليه السلام قوله (رحمه الله):
تَبَت بالذي رام المعالي صوارمه
إذا ما حكتها بالنضاء عزائمه
فإن ترم العليا فجردهما معاً
وإلاّ فأبعد بالذي أنت دائمه
ألم ترمن أحرزالفخر كله
وحازت به العرش العظيم مكارمه
أبا الفضل في يوم به القضا
وعاثت بكل العامين عظائمه
أقام مقاماً يملأ الكون سبقه
وحسبك مما كان أن هو قائمه
يطول بشأو الأولين بنوهم
وإن له شأواً به طال هاشمه
يقوم ببحرٍ بالعظايم مترعٍ
وأعظم منه كف من هو عائمه
فنازلها حرباً تذوب لهو له
السماوات لو لا أنه هو حاجمه
فأرسله في الجيش حتي تفللت
حدود مواضيه وخارت ضراغمه
فأحرز مجري الماء كف يفوقه
بمجري الندي في بعض ما هو ساجمه
فأعيي بأن تطفي ضراغم قلبه
وقلب حسين ليس تطفي ضراغمه
فلم يرومنه غيرقلب مزاده
وعاد كوجس الرعد تزجي هماهمه
تنازله الآساد علماً بأنه
يصادم محتوم القضا من يصادُمه
وكان ورود الماء فيض نواله
ولما قضي قد عاد مورد هادِمه
فعج به ناعيه في عالم العلي
فارعبه حتي تزلزل عالُمه
تعاظم سبط المصطفي هول فقده
ولو يتداعي الكون لا يتعاظُمه
كأني به قد مزق الجيش دونه
أخو عزمات أرغمت من يراغُمه
وطاف إلي أن كاد أن يطلع القضا
عليهم عياناً والردي حام حائمُه
فأبصر جسماً يرسل الشمس نوره
غدت مركز السمر العوالي نواعمه
فأهوي عليه وهويعرب عن جوي
تذيب الجبال الراسيات ضر ائمه
يقول أخي قد مزق الحتف مهجتي
وما هو إلا حيث سامك سائمُه
فيا بدر أنسي كيف كوّر نوره
وربع سروري كيف أقوت معالمه
أيدعم بيت الفضل بعدك داعم
كما أنت بالسمر العواسل داعمه
أيجمع شمل الدين بعدك جامع
وقد هام حزناً لافتقادك هائمه
أيشرع نهج المجد بعدك شارع
وقد درست لما قضيت مراسمه
حميت حمي الدين الحنيف فمذ مضي
القضا بك صارت تستباح محارمه