وله الحمد والمجد نور السموات والأرضين وأزكي الصلوات والتحيات علي سادة السادات المصطفي الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
تحية طيبة، معكم في لقاء آخر مع مدائح الأنوار نخصصه لمديحة غراء للنبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) وأئمة سامراء (سلام الله عليهم) للشاعر المبدع السيد حيدر بن سليمان الحسيني الحلي (رضوان الله عليه) أشعر شعراء عصره والموصوف برسوخ الولاء وكثرة السخاء والترفع عن الأستجداء بشعره والسيد حيدر الحلي هو من الأدباء المؤلفين أيضاً له عدة كتب أدبية منها: كتاب العقد المفصل، وكتاب الأشجان، وكتاب دمية العصر إضافة الي ديوان الدر اليتيم .
توفي رضوان الله عليه سنة ۱۳۰٤ للهجرة المحمدية في قصيدته التي أنشأها بمناسبة المبعث النبوي الشريف قال السيد حيدر الحلي (رحمه الله):
أي بشري كست الدنيا بهاءا
قم فهني الأرض فيها والسماءا
طبق الأرجاء منها أرج
عطرت نفحة رياه الفضاءا
بعثة أعلن جبريل بها
قبل ذا في الملأ الأعلي النداءا
قائلاقد بعث النور الذي
ليس يخشي أبد الدهر انطفاءا
فهنيئا فتح الخير بمن
ختم الرحمن فيه الأنبياءا
وأتي أكرم مبعوث قد
أختاره الله انتجاباوأصطفاءا
سيد الرسل جميعا أحمد
من بعلياه أتي الذكر ثناءا
مبعث قد ولدته ليلة للوري
ظلماؤها كانت ضياءا
بوركت من ليلة في صبحها
كشف الله عن الحق الغطاءا
خلع الله عليها نضرة
راقت العالم زهوا وأجتلاءا
كلما مرت حلت في مرها
راحة الأفراح رشفا وأنتشاءا
وأستهل الدهر يثني مطربا
عطف نشوان ويختال أزدهاءا
ويتابع أديب الولاء السيد حيدر الحلي قصيدته الولائية بأبيات في مدح العالم الجليل آية الله السيد محمد حسن المجدد الشيرازي (رضوان الله عليه) ويشيد بدوره في ازدهار مدينة سامراء ثم قال (رحمه الله) مادحا أئمة سامرا ء (سلام الله عليهم).
زان سامرا وكانت عاطلا
تتشكي من محليها الجفاءا
وغدت أفناؤها آنسة
وهي كانت أوحش الأرض فناءا
حي فيها المرقد الأسني وقل
زادك الله بهاءا وسناءا
إنما أنت فراش للألي
جعل الله السما فيهم بناءا
ما حوت أبراجها من شهبها
كوجوه فيك فاقتها بهاءا
قد توارت فيك أقمار هدي
ودت الشمس لها تغدوا فداءا
أبدا تزداد في العليا سني
وظهورا كلما زيدت خفاءا
ثم ناد القبة العليا وقل
طاولي يا قبة الهادي السماءا
بمعالي العسكريين أشمخي
وعلي أفلاكها زيدي علاءا
واغلبي زهر الدراري في السنا
فبك العالم لا فيها أضاءا
خطك الله تعالي دارة
لذكائي شرف فاقا ذكاءا
ثم يختم السيد حيدر الحلي مديحته الغراء هذه بأبيات رقيقة في التشوق لأمام العصر (أرواحنا فداه) فقال (رضوان الله عليه):
وبنا عرج علي تلك التي
أودعتنا عندها الغيبة داءا
وبها الأملاك في الطافه
للوري تهبط صبحا ومساءا
قف وقل عن مهجة ذائبة
ومن العينين فانضجها دماءا
يا أمام العصر ما أقتلها
حسرة كانت هي الداء العياءا
مطلتنا البرء في تعليلها
وسوي مرءاك لا نلقي شفاءا
برئت ذمة جبار السما
من أناس منك قد أضحوا براءا
فمتي تبرد أحشاء لنا
كدن با لأنفاس يضرمن الهواءا
ونري يا قائم الحق أنتضت
سيفها منك يد الله أنتضاءا
أفهل نبقي كما تبصرنا
ننفذ الأيام والصبر رجاءا
لا رأي الرحمة من قال رياءا
قلت الروح لمولاها فداءا
اللهم عجل فرج مولانا بقية الله المهدي (عليه السلام) واجعلنا من المتمسكين بصدق بولايته.