بسم الله وله المجد والحمد علي عظيم رحمته وجميل صنعه وحسن تدبيره لصلاح عباده وخالص الصلاة والتسليم علي أنوارهدايته الطالعة وشموس رحمته الساطعة محمد الهادي المختاروآله النجباء الأطهار.
نلتقيكم في حلقة أخري مع مدائح الأنوارالربانية نختارلكم فيها مقطوعتين من هذا المدائح الثانية من القرن الهجري الرابع عشروهي في مدح مولاتنا الصديقة الصغري زينب الكبري سلام الله عليها من إنشاء الأديب المصري علي بن حسن بن ابراهيم الدرويش الأنكوري صاحب المؤلفات الأدبية الكثيرة الذي عرف بنفسٍ أبية كانت تأنف عن التكسب بالشعر ولكننا نبدأ بمقطوعةٍ من قصيدةٍ احتجاجية بليغة للطبيب الحكيم والأديب العالم ابوالفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الملقب بلقب (كشاجم) والمتوفي سنة ۳٦۰ للهجرة وهذا العالم الأديب من مصاديق إخراج الله للطيب من الخبيث فقد كانت من أهل مودة العترة المحمدية عليهم السلام رغم أن جده هو السندي بن شاهاك الذي باشر تنفيذ أوامر هارون العباسي بأغتيال سابع ائمة العترة موسي الكاظم (عليه السلام).
قال ابوالفتح محمود بن الحسين رحمه الله وهو يحتج علي ظالمي العترة المحمدية متحدثاً عن خصائصهم (عليهم السلام):
ومن أنزل الله تفضيلهم
فردّ علي الله ما قد نزل
فجدّهم خاتم الأنبياء
يعرف ذاك جميع الملل
ووالدهم سيّد الأوصياء
ومعطي الفقيرومردي البطل
ومن علّم السّمرطعن الكلي
لدي الرّوع والبيض ضرب القلل
ولوزالت الأرض يوم الهياج
من تحت أخمصه لم يزل
ومن صدّ عن وجه دنياهم
وقد لبست حليها والحلل
وكان إذا ما أضافوا إليه
أرفعهم رتبةً في مثل
سماءً أضفت إليه الحضيض
وبحراً قرنت إليه الوشل
بحودٍ تعلمّ منه السّحاب
وحلمٍ تولّد منه الجبل
فكم شبهٍ بهداه جلا
وكم حجةٍ بحجاه فصل
ومن أطفأ الله نارالضّلال
به وهي ترمي الهدي بالشعل
ومن ردّ خالقنا شمسه
عليه وقد جنحت للطفل
ولولم تعد كان في رايه
وفي وجهه من سناها بدل
ومن ضرب الناس بالمرهفات
علي الدين ضرب غراب الإبل
وقد علموا أنّ يوم الغدير
بغدرهم جرّيوم الجمل
ومن القرن الهجري الرابع الي أوائل القرن الهجري الرابع عشر وهذه الأبيات للأديب المصري علي الدرويش وهو يمدح مولاتنا زينب بنت أميرالمؤمنين (عليهما السلام) من خلال الحديث عن تجديد بناء المشهد المنسوب إليها في القاهرة، قال (رحمه الله):
بأسم الإله ضع الأساس الزينبي
يا آصفي وأحمد وصل علي النبي
واسعد بخدمة آل بيت المصطفي
متبركاً وابشر بهذا المنصب
بيت الإله وفيه بنت نبيه
عمّرته فالبيت لم يتخرب
فاقرأ ومن يعمرمساجد ربه
برهان إيمانٍ كبير تقرّب
فلك الأمان من الأنام ومن لظي
بمودة القربي وكل منسّب
لاسيما نور النبوة من لها
شوري الولاية في الوري بتقرب
أكرم به نسباً تدانت دونه
أعناق كل ممجد ومنسّب
يا مستجيرلك النجاة انزل إلي
باب لطرد الحادثات مجرب
فيه تقول أنا مجيرة من دعا
إني لشمس الشرق بدر المغرب
أنا بنت فاطمة وجدي المصطفي
أخت الشهيدين وحيدرة أبي
لضريح سيدة المكارم بادروا
زمراً وأفواجاً لأكرم مطلب
وعليكم الأنوارتسطع والرضا
ينهل بالرحمات للمستوهب
وكبار أهل الله في أتباعهم
وردت إشارتهم بهذا المرحب
متوسطين من الرجال أهلةً
في موكب أجمل به من موكب
ما بين داعٍ بالقبول وباسط
كفيه بالتأمين للمستوجب
كانت هذه أبيات الأديب المصري علي درويش في وصف المشهد الزينبي المبارك.