بسم الله وله المجد والحمد حبيب قلوب الصادقين ونور السموات والأرضين. والصلاة والسلام علي الحبيب المصطفي وآله الأصفيا.
نلتقيكم في حلقة أخري مع مدائح الأنوار الإلهية ومع مدائح تفجرت بها قرائح ثلاثة من الشعراء من عصور مختلفة.
الأولي أبيات في التوسل الي الله بالهادي المختار صلي الله عليه وآله لشرف الدين محمد بن سعيد البوصيري صاحب قصيدة البردة الشهيرة والمتوفي سنة ٦۹٦ للهجرة والثانية في الإستشفاع الي الله بالمصطفي الأمين عليه وآله أفضل التحية والتسليم لأديب ولائي بارع هو محمد جواد البغدادي من القرن الهجري الثاني عشر والثالثة من القرن الهجري الرابع عشر للأديب التركي الناظم بالعربية محمد الهلالي وهي في محبة العترة المحمدية والقربي النبوية.
وعلي بركة الله نبدأ بالأبيات التالية المختارة من إحدي قصائد الأديب المصري المبدع شرف الدين البوصيري يخاطب فيها الله جل جلاله قائلاً:
قد جئت أستسقي مكارمك التي
يحيا بها القلب الموات ويخصب
يا من يرجّي في القيامة حيث لا
أمّ ترجّي للنّجاة ولا أب
يا فارج الكرب العظام وواهب
المنن الجسام إليك منك المهرب
هب لي من الغفران ربّ سعادة
ما تستعاد ونعمة ما تسلب
أيضيق بي أمر وباب المصطفي
في الأرض أوسع للعفاة وأرحب
لا تقنطي يا نفس إن توسّلي
بالمصطفي المختار ليس يخيّب
ومن هذه الأبيات التوسلية بالحبيب المصطفي (صلي الله عليه وآله) وهي لشرف الدين البوصيري الي أحد أعلام شعراء الإمامية في القرن الهجري الثاني عشر وهو محمد جواد بن عواد البغدادي حيث ليستشفع الي الله عزوجل بحبيبه الهادي (عليه السلام) قائلاً:
ألا يا رسول الله إن مدنف شكا
إلي الناس همّا حل من نوب الدهر
فإني امرء أشكو إليك نوازلاً
ألّمت فضاق اليوم عن وسعها صدري
وأنت المرجّي يا ملاذي لدفعها
فإني لديها قد وهت بي عري صبري
فكم مبتلي مذ حطّ عندك رحله
ترحّل عنه قاطن البؤس والضرّ
ولما رأيت الركب شدّوا رحالهم
وقد أخذت عنس المطيّ بهم تسري
تجاذبني شوق إليك لو أنّه
بذا الصبح لم يشرق وبالليل لم يسري
فكن لي شفيعاً في معادي فليس لي
سواك شفيع في معادي وفي حشري
ومن الشاعر الإمامي محمد جواد البغدادي ننتقل بكم الي أبيات في مودة العترة المحمدية لأديب تركي ينظم باللغة العربية وهو من المذهب الحنفي، إنه الأديب محمد الهلالي صاحب ديوان المنظومات الهلالية والمتوفي سنة ۱۳۱۱ للهجرة حيث يتول في أبيات من إحدي قصائده:
حب آل البيت حقا مذهبي
فعليه لا الوم الشيعه
أنا إن أمدح سواهم في الوري
فلأمر ما قصيرٌ جدعه
آية التطهير عنهم نطقت
يا لها من آية مستمعه
صاح فامزج بالتأسي مدحهم
وأبكهم بالأدمع المنهمعه
ما جواب ابن زياد في غد
منه للزهراء عما صنعه
واحسيناه الذي في كربلاء
يوم عاشوراء شمرٌ صرعه
قبح الله مساعي أمة
لنبي رفضوا ما شرعه
هشموا ريحانتي زهرائه
واضاعوا بعده ما وضعه
هدموا كعبة أركان الهدي
ومن الكفران شادوا بيعه
جزموا عهد النبي وانتصبوا
زعموا إن خفضوا ما رفعه
حق لا أسئلكم إلا المودة
في القربي تري من منعه
سادتي يا آل ياسين سوي
حبكم لم يشف قلبي وجعه
فضلكم شاع وفي ذاكرتي
مدحكم إذ غيره لن يسعه
انتمو أبناء باب العلم قد
فاز بالخير محب قرعه
ورحم الله الشاعر التركي محمد الهلالي علي هذه الأبيات الولائية.