بسم الله نور النور وله الحمد والمجد رب غفور وازكي الصلاة واتم التحيات علي نبيه المحبور سيد الخلائق اجمعين محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاءً آخر يسرنا أن نقرأ لكم في سجل أدب الولاء أبياتاً في قصيدة غراء في مدح سيد الأنبياء حبيبنا المصطفي (صلي الله عليه وآله).
وقد بعث بهذه القصيدة مشكوراً لبرنامج مدائح الأنوار الأديب الولائي الاستاذ مرتضي شراره العاملي ضمن مجموعة من قصائدة الجميلة في مدح اهل البيت النبوة (عليهم السلام)، نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتاً مختارة في قصيدته في مدح رسول الله (صلي الله عليه وآله). قال الأديب العاملي مرتضي شرارة في قصيدته:
هل من رسول في الزمان البائد
الا وبشّر بالحبيب محمّد
او من كتاب قد تنزل وحيه
الا وشعّ بذكر مولد احمد
عذراً اذا شعري تقزّم حرفه
في حضرة المختار اعظم رائد
خجل يراعي ان يسيل مداده
في مدح من ذكراه ذكر الواحد
فالشعر طير والبيان جناحة
افيبلغن الطير نجم الفرقد
لكنما تعلو القصائد عندما
تحكي العلا وتروم اعلي مقصد
فعلت علي كل القريض قصائدٌ
قصدت لاحمد غيره لم تقصد
والشعر في خير الخلائق حيرةٌ
مهما تسر فتظلَّ مثل القاعد
وتظل رهن سواحل حتي وان
ابحرتَ دهراً في المحيط الأبعد
لكنّ ذكر محمّد في مدحة
يسمو بها نحو العلا والسَّؤدد
كسمو نقش في الجواهر، ما سما
لو انّهُ في آجر او كاغد
ماذا أقول؟ وما المدائح في الذي
مدح المديح بمجده المتجدد
الا كلاما ليس يبلغ شمسه
لكن يضئء بضوئها المتوقد
هب - صاح - أنّي لم انمق مدحتي
فلتَزهُوَنَّ بنور ذكر محمد
ليس الوعاء يضوع عطرا إنما
ما قد حوي من ذلك المسك النّدي
ويتابع الشاعر الولائي مرتضي شراره مديحته مخاطباً رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالقول:
تاق الكمال لأحمدٍ تاق الهدي
تاق الجمال وتاق هامُ السَّجَّد
طال انتظارك يا عميد الكون في
كون بدونك كالنبات الأجرد
طال انتظارك بعدما عمّ الدجي
كلّ النفوس وكلّ جفن المسهد
لما بعثت فإن كلّ فضيلةٍ
بعثت تموج وكلّ جفن المسهد
وابيض وجه الخيرين بنوركم
يا سيدي واسودّ وجه المفسد
وقصمت ظهر الشرك بالحق الهدي
وقطعت دابر كل قلب ملحد
وبعثت للثقلين انس جنّة
من كان مولوداً ومن لم يولدِ
ما كان احوجنا لبعثتك التي
ما كان لولاها لنا أن نهتدي
في ظل طودك للحضارة منبرٌ
للعبقريّة للعطاءِ الخالدِ
حيث الحياة هناك يسري ماؤها
ولها بذاك الظلِّ أقوي رافدِ
قبل الذي قد جئت كانت ظلمة
تطغي علي الدنيا وما من موقدِ
والحقّ كان مضيّعا بين الوري
لم يلقَ من قلب سليمٍ راشدِ
والعدل أهواء الوري عصفت به
كالريح تعصف في هشيم الحاصدِ
يا رحمة الله التي نزلت بنا
لولا ها كنّا في الشقاء السرمدي
ويستمر الأديب المعاصر مرتضي شراره مديحته للمصطفي مشيراً الي بعض بركاته الوجودية (صلي الله عليه وآله) وهو يخاطبه قائلاً:
لليائسين أتت تفكّ قيودهم
وتنير في ابصارهم امل الغد
للتائهين اتت تضيء دروبهم
وتقودهم نحو الطريق الأسعد
كان الصلاح مقيّداً حتّي اذا
بعث المؤيّد عاد غير مقيّد
كانت قلوب الناس قفراً قاحلاً
وبغيثه صارت كأخصب مشهد
بالحقّ بالاسلام فينا بالهدي
انّا ندين لكم يا سيدي
ولأنت واسطة بعقد نبوّة
دررٌ زهت حول السبيك الأجود
بك أنبياء الله قد ختموا كما
ختم الرحيق بمسكه المتفرّد
طه علي كلِّ الخلائق حجّة
لله في يوم الجزاء الوارد
وعلي جميع الخلق يشهد عنده
اعظم بطه المصطفي من شاهِدِ!
ويختم الشاعر الولائي مرتضي شارره مديحته لرسول الله (صلي الله عليه وآله) قائلاً:
بمحمّد عرفوا الهداية فاهتدوا
لولاه ظلّوا في الضلال الأبعد
انّ الحياة بدون نور محمّدٍ
قِطعٌ من الّليل البهيم الأسود
لكنّ كلّ مقولة في إثركم
هي كالشعاع بإثر نجم صاعد
يا سيدي كلَّ الولاء مؤكّداً
منّي وحبٍّ في الفؤادِ مؤكد
منّا الثغور بمدح طه غرّدت
أنعم بثغر للرسول مغرّد
وصلاة ربي قدر من صلّي ومن
سيصلين عليه حتّي الموعدِ