بسم الله نورالسماوات والارضين والصلاة والسلام على خيرالنبيين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة، وأهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج مدائح الانوار نخصصها لقصيدة يمنية مؤثرة في مدح أخت الرضا وشمس قم السيدة الجليلة فاطمة بنت موسى الملقبة بالمعصومة سلام الله عليها.
منشئ القصيدة هو العالم المعاصر الاديب محمد بن حمود بن احمد العمدي من مواليد مدينة ذمار باليمن، اتجه لطلب العلم منذ صغره في مدينتي ذمار وصعدة ثم اعتنق مذهب مدرسة الثقلين سنة ۱٤۱۲ للهجرة وصنف عدة كتب منها: (رحلة عقل) دراسة موضوعية مقارنة لمباني الامامة عند الزيدية والامامية، ومنهل كتاب (الى الله)، وديوان شعر.
تتميز قصيدته في مدح السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) بأنها تحكي تجربته الذاتية في الانتقال الى مذهب أهل البيت عليهم السلام إثر رؤيا صادقة رأى فيها تلك السيدة الجليلة قبل أن يعرفها، وبذكر هذه الرؤيا يبتدأ مديحته قائلاً:
سعدت لياليه بخير هيام
في مدح من ولدت لخير امام
في مدح من برقت بهجرة الجوى
أنعامها فهدت الى انعامي
المم بنا يا صالح إن عطاءنا
ما ليس يعلوه ذوو الانعام
نحن الأولى عقدات كل عصيبة
حلت بنا هيهات لست بعامي
كم معدم قد جاء كاد لحرقة
أن يسلم الأعناق للإعدام
حدرت على خديه دمعة فاقد
لمناه حتى الحلم في الاحلام
لم يرتفع طرفاه حتى حملت
أرزاقنا بيديه من إكرام
كم سائل قد جاء يطاب منزلا
فمننت بالاسكان خير مقام
كم ذي هموم جاء يطلب كشفها
فمضى قرير العين صاحب هام
كم ذي حشي يلتاع وناره
شبت بجسم طاح في الاضرام
لم يبق ـ طرف العين ـ الا وانبرى
في برده يختال بعد سلام
أنا بنت موسى الكاظم الغيظ الذي
ما انفك في عنت من الظلام
باب الحوائج ذاك والدي الذي
يعطي الفقير نوال كل مرام
أنا فاطم هاتيك قالت إيتنا
إن شئت في حرم ومنزل سامي
حرم لعترتنا، لأهل البيت من
يقدمه يلق الطهر صدق كلام
وبعد ان ينقل الاديب السيد محمد العمدي الذماري اليمني طرفاً مما رآه في رؤياه الصادقة تلك يخاطب السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها قائلاً:
يا بنت خير الناس إني ضارع
وأنا غريب الدار في الآطام
سبعا عكفت بباب مرة وانقضت
كالطيف، لا يرجوه ذو الأفهام
وأتيت وا ويلاه بعد عصيبة
أرجو الورى، أواه أي منام
من مثل فاطمة كريمة بيتها
بيت الاله الخالق العلام
يا خير يوم فيك سيدتي لها
هبة، وكم وهبت مدى الاعوام
يوم تكشف فيه غمي كله
وهمومي انفرجت وفك زمامي
مولاة أمري انت سيدة الدنا
ومليكة الدنيا وكل ذمام
حياك رب الكون ما طلعت بها
شمس وما قمر عفى بظلام
حياك ما نفرت لقم فرقة
دعيت لدين الله والاسلام
حياك ما علم تلألأ في سما
حكم لأهل البيت بالاعلام
حياك ما رجعت لقم أمة
لهداية الأفذاذ والأعلام
حياك ما عرفت بأرضك فرقة
هوت الحقيقة ليس أي ركام
كم منحة تهدين، ليس لمنحها
أحد يرجى اليوم يومي الدامي
وأتيت اليوم بعد التيه أسأل منحتي
وأقرأ أني الأمس في أوهامي
لكن أتيت اليوم بعد تيقظي
لعطاك للأيتام والارحام
هباتك، الاحصاء يقصر عندها
وهباتك، الرحمات لا كلمام
يا أخت مولى الكون مولانا الرضا
سلطان طوس، آه يا لإمامي
يا عمة المولى الجواد المقتدى
سمح العطايا القرم الهمام
مولاتي العليا ورؤيا جلوتي
ومليكة الابيات والالهام
يا قم لو تدرين من تيك التي
سكنت بيت النور عند همام
لبرزت هذي الارض عمرك كله
وظللت تفتخرين عند عظام
هذيك بنت الطهر طاهرة اللوا
وسليلة الاطهار والعلام
هذيك من عصمت فليس تنفل
مهما يكن تنساه عند جسام
هذيك نور الله اشرق ربي
قم فما للنور والإظلام