بسم الله وله الحمد والمجد والرفعة والكبرياء والصلاة والسلام على انوار هدايته الرحماء سيد الانبياء وآله الصفوة النجباء.
إخترنا فيها مقطوعات جميلة من شعر المديح الحق من اليمن وتركيا والعراق ولشعراء من مذاهب شتى جمعتهم محبة أهل بيت النبوة (عليهم السلام).
نبدأ أولاً من اليمن ومن القرن الهجري السابع ومع الشاعر اليماني صفي الدين ابو العباس أحمد بن علوان المتوفى سنة ٦٦٥ للهجرة وهو من المبدعين في الشعر الصوفي، نختار من شعره الابيات التالية في مدح آل محمد صلى الله عليه وآله، قال رحمه الله:
شموس علم أوجها المصطفى
لله من أوج لها من شموس
تضئ فيما بين آفاقنا
وجنة الفردوس ذات الغروس
فتنتهي منا الى أهلها
وتنتهي منهم الينا كؤوس
على شعاع من شموس الهدى
تطوي رسوم البين طي الطروس
فتجمع الارواح في جامع
إمامه الروح الزكي الطموس
مخاطب الرحمن في قوله
أقبل وأدبر يا طبيب النفوس
فامتثل الامرين هذا وذا
فقال محبوبي وخير الجنوس
كفى بها حفظي وعطفي مع
عيني التي ترفع نحو الرؤوس
ومن اليمن الى تركيا ومع الشاعر حسن حسني الطويراني المتوفى في القسطنينة سنة ۱۳۱٥، وهو عالم أديب صاحب عدة من المؤلفات منها كتاب ثمرات الحياة ومؤسس مجلة الانسان، كان يجيد قول الشعر باللغتين العربية والتركية ووصفوه بأنه كان أبي النفس يأنف عن التزلف بمدح الساسة والحكام، قال (رحمه الله) في مدح أهل البيت (عليهم السلام) من قصيدة له:
بيت دعائمه مجد ومحمدةٌ
بيت النبوة والسادات والخلفا
من عنصر كان خير الخلق مسنده
ونسبة دونها رب العلا وقفا
وسودد وجلال زانه عظم
بقدره الدين والدنيا قد اعترفا
لا ينزل المجد الا في منازلهم
هذا المقال وسل عن سالف خلفا
تلك المكارم لا عن كسب مكتسب
هيهات يبلغ جدّ ما الاله أفا
فيا ابن بنت رسول الله معذرة
من ذي قصور بامداح لكم كلفا
ماذا يقول وجبريل ممجدكم
والله مادحكم في قوله وكفى
أنتم بقية نور الله هديكم المقصود
في ظلم الاهواء ليس خفا
فيكم عنايته منكم هدايته
ما ضل غايته من نحوكم عكفا
الدين يشكر والدنيا تقرّ بما
أوليتموا من كمال ظله ورفا
لو شاءت الشمس ان تحكيكم انكسفت
أو حاول البدران يشبهكم انخسفا
هيهات يحصى ثناءكم مد ممتدح
أو ينفد البحر مداً والفضا صحفا
وإنما يكمو تزهى مدائحه
فترتضي ولدرّ تقصد الصدفا
وهذه بنت فكر شاقها لكم
اخلاص ودّ وقلب بالثناء شغفا
أبيات مؤثرة للأديب الولائي العالم الشيخ طاهر الكندي السوداني وهو عالم مدينة العمارة العراقية في عصره والمتوفى سنة ۱۳۳۳ للهجرة. قال (رحمه الله):
إن أذاب السقام يا صاح جسمي
فشفائي منه بذكر علي
وأنا لم أزل إذا اشتد كربي
كان تفريحه بآل النبي
سادة ساد مجدهم وعلاهم
فسما كل ذي مشيد علي
نافذاً أمرهم على كل عبد
من ذوي العزة الاله العلي
يا غياث الصريخ أنتم رجائي
ما لقلبي سوى الولا من ولي
وبه لذت من فواحش ذنبي
لذت فيه أقصى مكان قصي