البث المباشر

مديحة ديك الجن لأمير المؤمنين ومديحة بحر العلوم للإمام الرضا (ع)

الإثنين 2 ديسمبر 2019 - 13:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 102

بسم الله نور السموات والارضين واسمى الصلاة وازكى التسليم على شموس هدايته الساطعة المصطفى الامين واله الطاهرين.
في لقاء آخر مع مدائح الذين في مدحهم جميل الحمد والثناء لربهم الجليل معكم ومع مديحتي الاولى من القرن الثالث للهجرة والثانية من القرن الرابع عشر في الاولى يمدح شاعر عصره عبد السلام بن رغبان الملقب بديك الجن الحمصي أمير المؤمنين (عليه السلام) بأسلوب شعري احتجاجي وبليغ وفي الثانية يتشوق الفقيه السيد حسين بحر العلوم الى زيارة شمس الشموس علي الرضا (عليه السلام) ويذكر طرفاً من مناقبه.
نبدأ اولاً بقصيدة الشعر الجسور والمبدع ديك الجن الحمصي من بلاد الشام والمتوفى فيها سنة ۳۲٥ للهجرة، قال رحمه الله مصوراً ليلة المبيت والفداء العلوي:

دعوا ابن ابي طالب للهدى

ونحر العدى كيفما يفعلُ

والا فكونوا كما كان

هدى ولنار الوغى فاصطلوا

ومن كعلي فدى المصطفى

بنفس ونام فما يحفل

عشية جاءت قريش له

وقد هاجر المصطفى المرسل

وطافوا على فرشه ينظرون

من يتقدم إذ يُقتل

فلما بدا الصبح قام الوصي

فأقبل كل له يعذل

 

ومن كعلي إذا ما دعوا

نزالاً وقد قلّ من ينزل

تراه يقد جسوم الرجال

فيندحر الاول الاول

وكم ضربة واصلت كفه

لفيصله فاحتوى الفيصل

سطا يوم بدر بقرضابه

وفي أحدٍ لم يزل يحمل

ومن بأسه فتحت خيبر

ولم يُنجها بابها المقفل

دحا أربعين ذراعاً بها

هزبر له دانت الأشبل

ومن القرن الهجري الثالث ننقلكم الى اجواء القرن الهجري الثالث عشر وأوائل الرابع عشر، وقصيدة في مدح مولانا أنيس النفوس علي الرضا شهيد طوس (عليه السلام). تفجرت بها قريحة الفقيه الاديب السيد الجليل حسين بحر العلوم المتوفى سنة ۱۳۰٦ للهجرة، قال رحمه الله:

كم أنحلتك على رغم يد الغير

فلم تدع لك من رسم ولا أثر

أراك من عظم ما تحويه من كرب

تجوب قفر الفيافي البيد في خطر

أحشاك من لوعة الاحزان مشعلة

ودمع عينيك يحكي جدولي نهر

لا غرو أن لا يطيق الصبر ذو وصب

مضنى الفؤاد قريح الجفن من سهر

الصبر يحمد كل الحمد جارعه

لكن بشرب مراد الهم غير مري

ما زلت من الم الاسقام في خصص

لم تخل يوماً أخا البلوى من الكدر

ولم يخلف دواهي الدهر منك عدا

زفير وجه يضاهي لفحة الشرر

فلست تنفك كلا عن شدائدها

لا والمقام وركن البيت والحجر

ولا ينجيك من ضر تكابده

سوى علي بن موسى خيرة الخير

 

ذاك الهمام الذي ان صال يوم وغى

حكى أبا الحسن الكرار خير سري

سامي مقام أقام الدين في حجج

لم تبق غياً لغاو ولا لم تذر

من أمه وهو يشكو الكرب من عسر

أخنى عليه أحال العسر باليسر

إن خانك الدهر أو اصمتك أسمه

فألجأ اليه لكي تنجى من الدهر

من قاس كفيه بالبحر المحيط فقد

أطرى بأبلغ إطراء على البحر

لو أن لي ألسنا تثني عليه لما

أحصت غرائب ما يحويه من غرر

وفقت يا طوس آفاق السماء علا

مذحل فيك سليل الطاهر الطهر

ويختم آية الله السيد حسين بحر العلوم مديحته الرضوية الرقيقة مخاطباً مولانا علي بن موسى شمس الشموس قائلاً:

يا آية الحق بل يا معدن الدرر

يا أشرف الخلق يابن الصيد من مضر

قد حزت فضلا عن الصيد الكرام كما

في الفضل حازت ليالي القدر عن آخر

وكم بدت لك من آي ومعجزة

يصفو لها كل ذي قدر ومقتدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة