بسم الله نور النور والصلاة والسلام على مصابيح هداه في ظلمات الديجور المصطفى محمد وآله الشموس والبدور.
السلام عليكم ورحمة الله، تحية طيبة مستهل بها لقاء آخر من مدائح الانوار الالهية، وقد اخترنا لكم فيه أبيات من قرون اسلامية متعددة.
فمن القرن الهجري الاول نقرأ لكم أبياتاً في مدح سيد الاوصياء (عليه السلام) يرد فيها وصف (الوصي) له مشيراً الى عراقة تردد هذا الوصف في التأريخ الاسلامي، والابيات للشاعر المبدع الفضل بن العباس بن عتبة الملقب بالاخضر اللهبي والمتوفى سنة ۹٥ للهجرة.
ثم نقرأ لكم أبياتاً وجدانية في مدح أمير المؤمنين للشاعر الولائي دعبل الخزاعي تليها مقطوعتان رقيقتان في الباب نفيه لشيخ مشائخ الدولة العثمانية في عصره ابي الهدى الصيادي من أعلام العلماء الادباء في القرن الهجري الرابع عشر. نبدأ بأبيات اخترنا من قصيدة طويلة للشاعر الاخضر اللهبي يقول فيها:
ومنا علي ذاك صاحب خيبر
وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وكان وليّ الامر بعد محمدٍ
عليّ وفي كل المواطن صاحبه
وصي النبي المصطفى وابن عمه
وأول من صلى ومن لان جانبه
وصنو رسول الله حقاً وجاره
فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه
علي ولي الله أظهر دينه
وأنت مع الأشقين فيما تحاربه
ومن القرن الهجري الاول الى القرن الهجري الثالث وأبيات من مديحة من مدائح الانوار لشاعر الولاء الصامد دعبل بن علي الخزاعي المتوفي رضوان الله عليه سنة ۲٤٦ للهجرة يقول في مديحته:
لي الله ثم النبي الكريم
وأكرم صهر ٍ له وابن عم
قسيم الجحيم فهذا له
وهذا لها باعتدال القسم
وساقي الوفود بيوم الورود
على موثر ماؤه قد شبم
يذود عن الحوض أعداءه
فكم من لعين طريد وكم
فمن ناكثين ومن قاسطين
ومن مارقين ومن مجترم
القرن الهجري الرابع عشر، وديوان أشهر علماء عصره من أهل السنة وشيخ الاسلام في الدولة العثمانية على عهد السلطان عبد الحميد الثاني العالم والاديب الشهير محمد بن الحسن الرفاعي الملقب بابي الهدى الصيادي المتوفة سنة ۱۳۲۸ للهجرة، قال رحمه الله مخاطباً أمير المؤمنين (عليه السلام):
سلطان عزك في غيب الوجود جلا
غيم الضلال وفي شأو الفخار علا
أنت الولي لكل المؤمنن كما
صح الحديث وبالاسناد قد نقلا
يا حيدر الغيب يا باب المدينة يا
سبع الجلالة يا وصال من فصلا
يا هيكل العلم في كل العوالم يا
صهر النبي ويا كشاف ما نزلا
لك اتحاد من المختار حكمته
مخفية لم تكن تجلى لمن جهلا
أيدته بعلي سر مظهرها
يدريه من أدرك التفصيل والجملا
وقال الاديب ابو الهدى الصيادي أيضاً مادحاً أمير المؤمنين (عليه السلام) في مقطوعة وجدانية مؤثرة:
يا سيدي يا علي المرتضى مدداً
لعبدك الملتجي يا باب كل ولي
يا صنوطه رسول الله يا أمل الراجي
ويا من يحق أنت الامل
يا زوج بضعة خير المرسلين ويا
أخاه يا من به لا زلت أنت علي
يا من على ساق عرش الله قد كتبت
لرفعة المصطفى ايدته بعلي
قابل بسيفك أعدائي وقد لهم
حبل المآرب واطرحهم على الوجل
واطعن صدور قواهم بالمذلة كي
يرون عبرة أهل السهل والجبل
واعمل بشأنك يا كرار إن يدي
مدت اليك وحاشا ترتضي خجلي