بسم الله وله المجد والحمد كما هو اهله وأزكى الصلاة والتسليم على مشارق نوره المبين ومطالع هداه المستبين المصطفى الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم، تحية مباركة واهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج يسرنا أن نكون معكم، نقرأ لكم فيه مقطوعتين من شعر الولاء، الاولى هي ابيات مختارة من قصيدة مؤثرة للاديب العالم هبة الله موسى بن ابي عمران الشيرازي الملقب بالمؤيد في الدين المولود في شيراز سنة ۳۹۰ والمتوفى سنة ٤۷۰ للهجرة، وكان من المع الشخصيات العلمية والادبية في عصره وقد تعنق في الفلسفة والحكمة حتى قال عنه ابو العلاء المعري: لو ناظر ارسطو لتغلب عليه.
أما المقطوعة الثانية فهي للاديب المعروف تميم بن المنصور الفاطمي من اعلام ادباء القرن الهجري الرابع والمتوفى وهو ابن سبع وثلاثين سنة في عام ۳۷٤ للهجرة.
نبدأ احباءنا بالابيات التالية للمؤيد في الدين من قصيدة طويلة يصور فيها ما عاناه بسبب تشيعه لاهل البيت المحمدي (عليهم السلام) واعتزازه بذلك فيقول:
أإخواتنا صبراً جميلاً فإنني
غدوت بهذا في رضي الله راضيا
وفي آل طه إن نفيت فإنني
لأعدائهم ما زلت والله نافيا
فما كنت بدعاً في الاولى فيهم نفوا
ألا فخر أن أغدوا لجندب ثانيا
لئن مسنى يالنفي قرح فإنني
بلغت به في بعض همي الامانيا
فقد زرت في كوفان للمجد قبة
هي الدين والدنيا بحق كما هيا
هي القبة البيضاء قبة حيدر
وصى الذي قد أرسل الله هاديا
وصى النبي المصطفى وابن عمه
ومن قام مولى في الغدير وواليا
فوا حبذا التطواف حول ضريحه
أصلى عليه في خشوع تواليا
وواحبذا تعفير خدي فوقه
ويا طيب إكبابي عليه مناجيا
أناجي وأشكو ظالمي بتحرُّق
يثير دموعاً فوق خدي جواريا
وقد زرت مثوى الطهر في ارض كربلا
فدت نفسي المقتول عطشان صاديا
ففي عشر ما نال الحسين بن فاطم
لمثلي مسلاة لئن كنت ساليا
أآل عليّ كم وكم في ولائكم
قصدت وكم فيكم لقيت الدواهيا
وكم قد طويت البيد فيكم مروعاً
وكم بت من روحي على اليأس طاوياً
فلم يثن وجه العزم لي عن ولائكم
وكيف ارى عنكم لوجهي ثانياً
وأنتم عمادي في معادي وعدتي
ومثوى رجائي كي تغيثون راجيا
وأنتم كتاب الله يُثبت راشداً
محقاً ويمحة مبطلا عنه غاويا
اغيثوا وليا خاض في بطشة العدى
بحبكم بحراً من الهم طاميا
وفكوا ابن موسى من ضنى الهم والجوى
فقد صار من لبس الضنا متلاشيا
وكونوا لمن آذاه خصما فإنه
على عجل لا شك يلقي المهاويا
عليكم سلام الله يا آل أحمد
مدى الدهر ما تبدو النجوم سواريا
ومن شعر الولاء المؤثر نختار لكم هذه الابيات من قصيدة للاديب تميم الفاطمي من قصيدة يذكر فيها مقامات العترة المحمدية قائلاً:
رهط النبي وآله وبنوه من
دون البنين ونبته مترعرعا
والمصطفون المرتضون من الورى
والمفضلين بما حووه تشرعا
والمطعمون إذا الرياح تناوشت
شعث الارامل واليتامى الجوّعا
والحازمون العازمون شهامة
والقائلون الفاعلون تبرعاً
والفاتقون الراتقون سياسة ً
الطاعنون الضاربون تشجعاً
والمصبحون لكل عافٍ ملجأ
والرائحون لك عان مفزعا
والطالعين على البرية أنجماً
والكائنون لهم غيوثاً همعاً
شرف بنته لنا البتول وبعلها
وابناهما حتى رسا وتمنعا
واستودعوه بعدهم أبناءهم
فبنوا عليه وشيدوا المستودعا