وله المجد والحمد نور السماوات والارضين وأزكى صلواته وتحياته على شموس هدايته ومعدن بركاته محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أحباءنا من الاحاديث التي صحت روايتها عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) تلك التي تتحدث عن مبدأ خلق اهل بيت النبوة (عليهم السلام) وهي احاديث كثيرة يلخص مضمونها الحافظ المحدث والرجالي الخبير ابو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي وهو اول من ألف المسند في الكوفة وتوفي في سامراء سنة ۲۲۸ للهجرة.
يلخصها في القصيدة الاولى التي اخترناها لهذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار، أما القصيدة الثانية ففيها اشارات بليغة الى دور الوصي (عليه السلام) في الرسالة المحمدية وقصة مبيته (عليه السلام) في فراش النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الهجرة ومنشؤها هو أشعر اهل زمانه عبد السلام بن رغبان ابو محمد الملقب بديك الجن لزرقة عينيه، والمتوفى في الشام سنة ۲۲٥ للهجرة. قال الحافظ المحدث والاديب المبدع ابو زكريا الحماني (رحمه الله):
بين الوصي وبين المصطفى نسب
تختال فيه المعالي والمحاميد
كانا شمس نهار في البروج كما
أدارها ثم ّ إحكام وتجويد
كسيرها انتقلا من طاهر علم
الى مطهرة آباؤها صيد
تفرقا عند عبد الله واقترنا
بعد النبوة توفيق وتسديد
وذر ذو العرش ذراً طاب بينهما
فانبث نور له في الارض تخليد
نور تفرق عند البعث وانشعبت
منه شعوب لها في الدين تمهيد
هم فتية كسيوف الهند طال بهم
على المطاول آباء مناجيد
قوم لماء المعالي في وجوههم
عند التكرم تصويب وتصعيدُ
يدعون أحمد إن عُد الفخار أباً
والعود ينبت في افنانه العود
المنعمون إذا مالم تكن نعم
والذائدون إذا قلّ المذاويد
أوفوا من المجد والعلياء في قللٍ
شم ٍ قواعدها البأس والجود
ما سود الناس ألا تمكن في
أحشائه لهم ودّ وتسويد
سبط الاكف إذا شيمت مخايلهم
أسد اللقاء إذا صدَّ الصناديد
يزهي المطاف إذا طافوا بكعبته
وتشرئبُّ لهم منها القواعيد
في كل يوم لهم بأس يعاش به
حبل المودة يضحي وهو محسود
لا ينكر الدهرُ إن ألوى بحقهم
فالدهرُ مذ كان مذموم ومحمود
أعزاءنا عصر الحافظ والشاعر ابو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي الذي قرأنا لكم مديحته المتقدمة للانوار المحمدية فانتقل من الكوفة الى الشام والى الموصوف بأنه اشعر اهل زمانه والملقب بديك الجن الحمصي ومقطوعة في مدح الوصي الامام علي (عليه السلام) يقول فيها:
دعوا ابن ابي طالب للهدى
ونحر العدى كيفما يفعل
والا فكونوا كما كان
هدى وبنار الوغى فاصطلوا
ومن كعلي فدى المصطفى
بنفس ونام فما يحفل
عشية جاءت قريش له
وقد هاجر المصطفى المرسل
وطافوا على فرشه ينظرون
من يتقدم إذ يُقتلُ
فلما بدا الصبح قام الوصي
فأقبل كل له يعدل
ومن كعلي إذا ما دعوا
نزال وقد قلَّ من ينزل
تراه يقد جسوم الرجال
فيندحر الاوّل الاول
وكم ضربة واصلت كفه
لفيصله فاحتوى الفيصل
سطا يوم بدر بقرضابه
وفي أُحد لم يزل يُحمل
ومن بأسه فُتحت خيبر
ولم يُنجها بابها المقلل
دحا أربعين ذراعاً بها
هزبر له دانت الاشبلُ