وله الحمد في الآخرة والاولى اله العالمين، وأزكى الصلاة والتسليم على معادن الحكمة وأبواب الرحمة محمد وآله الطاهرين.
إخترنا لكم فيه من مدائح الانوار الالهية مديحة غراء في بيان مقامات الامام الرؤوف علي بن موسى الرضا سلام الله عليه.
والمديحة هي تخميس لأبيات خالدة لشاعر الولاء علي بن ابي عبد الله الخوافي المعاصر للامام الرضا عليه السلام قالها في رثائه ورواها الشيخ الصدوق في كتاب عيون الاخبار ومطلعها:
يا ارض طوس سقاك الله رحمته
ماذا حويت من الخيرات يا طوس
أما التخميس فهو للسيد مهدي الطالقاني من أعلام علماء حوز النجف الادباء في القرن الهجري الرابع عشر والمتوفى سنة ۱۳٤۲ للهجرة. قال السيد مهدي الطالقاني في مديحته الرضوية:
قد أبلغ الرق ذاك الطود محنته
كيما يُزيح بلطف منه علته
فقل بطوس إذا ما جئت تُربته
يا ارض طوس سقاك الله رحمته
ماذا حويت من الخيرات يا طوس
تلفي لديك الورى اقصى مطالبها
ويُطلق الكل من ايدي نوائبها
أقسمت بالغلب من ابناء غالبها
طابت بقاعك في الدنيا وطيبها
شخص ثوى بسنا آباد مرموس
لفقدك الطهر مضنى القلب موجعه
تهمي عليه مدى الاسلام أدمعه
أبي أصيد فاق ركن البيت مضجعه
شخص عزيز على الاسلام مصرعه
في رحمة الله مغمور ومغموس
ذو مفخر كان نشر الدين ديدنه
من مقبض العرش والكرسي مدفنه
الله ادفنه فيه وأسكنه
يا قبره أنت قبر قد تضمنه
علم وحلم وتطهير وتقديس
تزري بشمس الضحى أنوار طلعته
ويخجل البدر في لئلاء غرته
فاشمخ وباه وطل أزمان غيبته
فافخر فإنك مغبوط بجنته
وبالملائكة الابرار محروس
أنت بنو المجد والعليا بحور ندى
كنتم لرب العلى عيناً أجل ويداً
لن تخلو الارض من انواركم ابداً
في كل عصر لنا منكم إمام هدى
وربعه آهل منكم ومأنوس
غدت شريعة طه الطهر ثاكلة
لما ارتحلتم وعين العلم ساهرة
ترى جهاراً بنات الطهر قائلة
أمست نجوم سماء الدين آفلة
وظل اسد الشرلا قد ضمّها الخيسُ
خلائق المصطفى فيكم موزعة
وعندكم حكم الاحكام مودعة
لكم شموس المعالي الرسل مخضعة
غابت ثمانية منكم وأربعة
ترجي مطالعها ما حنّت العيس
فهل ترى دولة السامي مغيبكم
والنور يسطع من أنوار كوكبكم
نمسي ونصبح ولهى ً في تطلبكم
حتى متى يظهر الحق المنير بكم
فالحق في غيركم داج ٍ ومطموس