بسم الله وله الحمد والمجد الغفور الشكور الرحيم، واسمى الصلاة وأتم التسليم على مصابيح صراطه المستقيم النبي الكريم وآله ذوي الفضل العميم.
يسرنا ان نلتقيكم في هذا البرنامج، وقد اعددنا لكم فيه مقطوعات لثلاثة شعراء من الذين وفقهم الله عزوجل للتقرب اليه بمدح اهل بيت نبيه الاكرم (صلى الله عليه وآله).
نبدأ اولاً بأبيات بليغة من خاتمة احدى القصائد الحسينية لاديب القرن الهجري الحادي عشر السيد الجليل شهاب الدين ابن معتوق الموسوي الحويزي صاحب الديوان والمتوفي سنة ۱۰۸۷، قال رحمه الله مبتداً الافتخار بانتسابه الى الذرية المحمدية قال مخاطباً اهل البيت (عليهم السلام):
شرفتموني في زكي نجاركم
فدعيت فيكم سيداً بين الورى
أهوى مدائحكم فأنظم بعضها
فأرى أجل المدح فيكم أصغرا
ينحط مدحي عن حقيقة مدحكم
ولو انني فيكم نظمت الجوهرا
هيهات يستوفي القريض ثناءكم
لو كان في عدد النجوم وأكثرا
يا صفوة الرحمن أبرأ من فتى
في حفكم جحد النصوص وأنكرا
وأعود فيكم من ذنوب اثقلت
ظهري عسى بولائكم أن تغفرا
فيكم نجاتي في الحياة من الاذى
ومن الجحيم إذا وردت المحشرا
فعليكم صلى المهيمن كلما
كرّ الصباح على الدجى وتكورا
وننقلكم أحباءنا الى ابيات ثلاثة رقيقة تصور انعكاس محبة الشاعر لاهل البيت عليهم السلام في صورة اقتفاء آثارهم ومحبة مشاهدهم؛ والشاعر هو جمال الدين محمد بن محمد ابن نباتة المصري، وشاعر مصر الاكبر في القرن الهجري السابع والمتوفى سنة ۷٦۸ للهجرة، قال (رحمه الله):
أحب ديار ساداتي ولم لا
أحب لأل فاطمة الديارا
فمن لي أن اطوف عليه باباً
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وأدخل جنة قد عجلت لي
لأني بالولاء أمنت نارا
أما الآن فنقرأ لكم قصيدة مهدوية مؤثرة للعالم الجليل والاديب المبدع أحمد بن حسن السعدي الرياحي الملقب بأبن قفطان المتوفى نهاية القرن الهجري الثالث عشر، قال قدس سره الشريف مخاطباً مولانا صاحب الزمان (عليه السلام):
إلام انتظاري يا ابن فاطمة الزهرا
ألا تنقضي أعوام غيبتك الكبرى
بها طال ليل الدين حتى كأنا
تمطى بها باعاً إذا ما دنت شبرا
قضينا بها الفاً ونيفاً وما انقضت
أما ملئت ظلماً أما ملئت جورا
فديناك قم من غير امر وإنما
دعوناك أن تبدي بنا النهي والامرا
وتجلبها قب البطون شوازباً
ضوابح لا تبقي ضلالاً ولا كفرا
تقل رجالاً كالحديد قلوبها
بأعينها ترنو لأعدائها شزرا
بني الدين شمل الدين أمسى مبددا
وكم هتكت أيدي الضلال له سرا
وأمسى كتاب الله يتلى محرفا
ويوشك أن يرمي برمته هجرا
على أننا نمسي ونصبح منهم
نكابد رعباً لا يطيق له صبرا
ومانالهم هجر وملك رقابنا
وأموالنا نهب وأبناؤنا أسرا
فأكبادنا حرى وأعيننا عبرى
على ديننا طوراً وانفسنا طورا
نرى فيأنا فيهم سهاماً مقسماً
وأيدينا من فيئنا أصبحت صفرا
على ايها يا غيرة الله صبرنا
وكم من دم لله فيه مضى هدرا
فحلمك لو أن وازن الارض والسما لما
وازنت من عشر معشاره عشرا
فأنا لنا فيك التأسي بمثله
ومن يحتمل من بعض أثقالكم وقرا
وأنت بما فيه أتى يوم كربلا
وما قد جرى منهم عليكم به أدرى
فلله من يوم تقادم عهده
على الدهر لاتنسى لحادثة ذكرا
تجدده الايام في كل حجةٍ
مآتمه تبني وأخباره تقرا
بنفسي الذي عزته شيعته التي
له كتبت ان الجناب قد اخضرا
وعجل فما فينا إمام مقدم
عليك ولم نقبل إذا لم تجب عذرا
فقام خطيبا ً يعلم الناس شأنه
ويخبر عما قد أحاط به خبرا
فبايعه نيف وسبعون ماجداً
على أن يلاقوا دونه البيض والسمرا