بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على انوار الله محمد رسول الله وآله اولياء الله.
اهلا بكم في لقاء آخر مع مدائح الذين بذكرهم يذكر الله وفي حبهم حب الله وفي طاعتهم طاعة الله.
اخترنا لكم اعزاءنا قصيدة في مدح سيد الخلائق اجمعين المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) القصيدة من انشاء احد ادباء القرن الهجري السادس والسابع وهو فتان بن علي الاسدي الشاغوري وهو من اهل شاغور عاش في دمشق وتوفي فيها سنة ٦۱٥ للهجرة عن اثنين وثمانين عاماً. قال الاديب المبدع فتان الشاغوري الاسدي مخاطبا رسول الله (صلى الله عليه وآله):
اليك المطايا اعنقت يا محمد
الى خير من يسعى اليه ويحفد
الى الذروة العلياء من سر هاشم
عليهم سلامي كل وقت يردد
تردد انفاسي التي لا املها
ولا انتهي منها ولا اتلبد
كان دموعي لاشتياقي لالئ
فمن بين اصداف الجفون تبدد
قطعن اليك البيد كالبحر الها
سهام باكباد القسي تشدد
الى ان اناخوها الى جنب حجرة
لهيبتها منها الفرائص ترعد
ويتابع الشاعر المبدع فتيان الشاغوري مديحته طالبا الشفاعة من نبيه الاكرم (صلى الله عليه وآله) الذي يقدم له هذه (الالوكة) التي تعني المديحة، قال (رحمه الله):
اليك رسول الله مني الوكة
حنانيك قد يحنو على العبد سيد
اومل من خير الانام شفاعة
بها في نعيم بالجنان اخلد
فانت رسول الله وهي شهادة
اقربها حتى المعاد واشهد
وددت باني زرت قبرك راجلا
وقبلت تربا انت فيها موسد
ومرغت خدي عند قبرك ضارعا
بارض حصاها لؤلؤ وزبرجد
وذاك ضريح يحسد المسك تربه
وكل شريف القدرلاشك يحسد
به حل كل الجود والمجد والندى
وفضل ومعروف وعز وسؤدد
وفي جانب اخر من مديحته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يصور الشاعر المبدع فتيان الاسدي الشاغوري توجه القلوب بمودتها ورجائها الى نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) فيقول:
وخلت سهيلا طالعا من ورائها
وقابلها نسر وجدي وفرقد
وصاح بها الحادون فاتدفعت بهم
تؤوب في الارض القواء وتسئد
وقد مدت الاعناق تطوي مهامها
تغور بها تحت الرحال وتنجد
واني لذو شوق اليك مضاعف
بواعثه لا تاتلي تتجدد
الى الحجرة البيضاء والجدث الذي
به الخير في الدارين يرجى ويقصد
الا ايها الزوار بالله بلغوا
سلامي اليه وارفقوا وتايدوا
وقولوا له فتيان يشكو صبابة
اليك ووجدا حرة ليس يبرد
يرجى غدا تبريد غلته اذا
شفعت له في الحشر والحوض مورد