بسم الله نور السماوات والارضين وله المجد والحمد منير القلوب والنفوس والعوالم اجمعين والصلاة والسلام على خير النبيين المصطفى الامين محمد المختار وآله الاطهار.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته تحية طيبة واهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نتقرب فيه الى الله عزوجل بذكر الطيبين ونحن نقرأ لكم من مدائحهم مقاطع من قصيدة مخمسة بديعة في التشوق لزيارة امير المؤمنين (عليه السلام) من انشاء احد فحول الشعراء في العصر الحديث من ادباء اهل السنة هو عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الملقب بالاخرس المولود في مدينة الموصل سنة ۱۲۲٥ ونشأ في بغداد وتوفي في البصرة سنة ۱۲۹۰ للهجرة . قال الاديب عبد الغفار:
سرينا لنمحو الاثم او نغنم الاجرا
لزورة من تمحو زيارته الوزرا
وسارت وقد أرخى علينا الدجى السترا
بنا من بنات الماء للكوفة الغرا
سبوح سرت ليلاً فسبحان من اسرى
الى موقف سرنا بغير توقف
يزيد بكائي عنده وتلهفي
ولما تجارينا بفلك ومدنف
جرت وجرى كل الى خير موقف
يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى
ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمى
الى درة الفخر التي لن تقوما
فخضنا اليه والبحر قد طمى
وكم غمرة خضنا اليه وانما
يخوض عباب البحر من يطلب الدرّا
الى مرقد يعلو السماكين منزلا
وقد نال ما نال الصراح من العلى
نسير ولا نلوي عن السير معدلا
نؤم ضريحاً ما الضراح وإن علا
بأرفع منه ولا ساكنه قدرا
فزوج ابنة المختار كان غضنفرا
علا وارتضته الطهر من سائر الورى
اتعرف من هذا الذي طال مفخرا
هو المرتضى سيف القضا أسد الشرى
علي الذرى بل زو ج فاطمة الزهرا
عيون الورى إن لاحظت منه كنهه
ترد عن الشيبة حسرى فينتهوا
وإن مقاماً لا ترى العين شبهه
مقام علي كرّم الله وجهه
مقام علي رد عين العلى حسرى
لقد صيّر الغبراء خضراء قبره
وأشرق فيها في الحقيقة بدره
وقد وافق للاعجاز لله درّه
أثير مع الافلاك خالف دوره
فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا
فطف في مقام حلّ فيه ولبّه
ترى العالم الاعلى حفيفاً بتربه
فكالمسجد الاقصى وايّ تشبه
تطوف من الاملاك طائفة به
فتجسد في محراب جامعه شكرا
فأثنى عليه من علا مثل ما دنا
وكل بما اثنى اجاد واحسنا
فحزب من الدانين إذ ذاك أعلنا
وحزب من العالين يهتف بالثنا
عليه بوحي كدت أسمعه هجرا
فيوض علوم الله من قدم حوى
فقسم منها ما افاد وما احتوى
ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى
حريّ بتقسيم الفيوض وما سوى
أبي الحسنين الاحسنين به أحرى
ظللنا وكم جان لديه ومذنب
وذي حاجة منا وصاحب مطلب
يقبل الاجفان تهمي بصيّب
ثرى منه في الدنيا الثراء لمترب
وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى
خدمنا امير المؤمنين بموطن
نعفر فيه الوجه قصد تيمُّن
ويخدم قبر المرتضى كل مؤمن
بأهداب أجفان وأحداق أعين
وحرّ وجوه عفرتها يد الغبرا