بسم الله وله المجد والحمد نور النور والصلاة والسلام على النبي المحبور واله الشموس والكواكب والبدور.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وأهلاً بكم مع مديحة اخرى من مدائح الانوار، نتقرب الى الله عزوجل بتلاوتها إذ ذكر الصادق الامين (صلى الله عليه وآله) قد اخبرنا ان ذكره وذكر اهل بيته الاطهار هو ذكر لله عزوجل فهم سادات المتخلقين بأخلاق الله جل جلاله، وسادات الدالين عليه والهداة اليه.
اخترنا لكم في هذا اللقاء مديحة في ذكر بعض مناقب سيدتنا ومولاتنا ام المؤمنين السيدة الطاهرة خديجة الكبرى سلام الله عليها، ننقلها لكم من الكتاب الذي الفه في فضائلها عليها السلام الشيخ غالب السيلاوي وسماه (الانوار الساطعة)، وقد اهدى القصيدة لمؤلف الكتاب الاديب المعاصر الشيخ محمد باقر بن صادق النجفي.
افتتح الاديب النجفي قصيدته في مدح ام المؤمنين خديجة عليها السلام بقوله:
سارت بآفاق الهدى أفكاري
وهداي انوار الولا بمساري
وزهت بعيني مكة ام القرى
ومسرتي بالبيت والاستار
وقصدت قبر خديجة ومزارها
بجوار بيت الله خير جوار
ومن الوصول لقبرها اهل الجفا
منعوا الحجيج وسائر الزوار
وقريحتي جاشت بشوق بالغ
ونظمت شعر الشوق باستبشار
لخديجة ام البتول تحية
مقرونة بالمدح في اشعاري
ابدت الى الاسلام اعظم نصرة
وشعارها الاخلاص خير شعار
وهي التي عرفت باول مرأة
قد آمنت برسالة المختار
بذلت تجارتها لدين محمد
شوقاً بلا كره ولا اجبار
أعظم بها من حرة لم تدخر
من درهم ابداً ومن دينار
حتى غدت هي والنبي كلاهما
لا يملكان سوى حصير عاري
وتحملت كل المكاره والاذى
وبصبرها واسته في الاخطار
ونساء مكة قد قطعن وصالها
وجفونها بغضاً وباستكبار
لكنها بصلابة الايمان قد
قهرتهم بالواحد القهار
طوبى لبنت خويلد قد افلحت
فلها الخلود بعزة وفخار
تدعى بام المؤمنين كرامة
لمقامها السامى مدى الادوار
فاقت نساء العالمين بمجدها
هي ام ام العترة الاطهار
ومن النبي تلقت الامر الذي
سرا حوى من اعظم الاسرار
ان الامامة والوصاية لم تكن
الا لحيدر قدوة الابرار
فاطاعت الهادي وأعلنت الولا
لوصيه بصراحة الاقرار
وأمين وحي الله قال مبلغا
للمصطفى دوما وباستمرار
بذلت لوجه الله كل جهودها
خديجة بلغ سلامي الباري
وبشأنها قال النبي مؤكداً
والقول بالتبجيل والاكبار
باثنين دين الحق قام قوامه
بخدية وبحيدر الكرار
فخديجة قد انفقت اموالها
والمرتضى بالصارم البتار
وبليلة فيها قريش تآمرت
بغيا لقتل المصطفى في الدار
وعلي نام مكانه بفراشه
ووقاه شر مكائد الاشرار
جاؤوا فلم يجدوا النبي بداره
وعلي قابلهم كليث ضاري
فتراجعوا والرعب ملؤ قلوبهم
متقهقرين بذلة وصغار
هذا علي قد تعالى شأنه
بوفائه وامتاز بالايثار
ولتفتخر بخديجة كل النسا
هي في النسا من خيرة الاخيار
وختام ما قلنا بفضل خديجة
فهو القليل وليس بالاكثار
وهنا ختام المسك باسم خديجة
مسك الختام ومشعل الانوار
هي زوجة الهادي الامين وجدة
لبني النبي وخصمها في النار
نشكر لكم احباءنا طيب الاصغاء لما قرأناه لكم في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار وكانت قصيدة في مدح ام المؤمنين خديجة الكبرى (عليها السلام).