بسم الله وله المجد والحمد والصلاة والسلام على الحبيب محمد وآله اولي الشرف والسؤدد.
ان من اوضح مصاديق «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ» هي المشاهد المشرفة لأهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم اجمعين) التي يعمرها طلاب الحق والحقيقة بذكر واقام الصلاة.
عن هذه المشاهد تتحدث إجمالاً القصيدة الاولى التي اخترناها لهذه الحلقة اما الثانية فهي تختص بالحديث عن المشهد الرضوي المبارك.
وكلا القصيدتين لاديب الولاء وشاعر العلماء الوزير ابو القاسم اسماعيل الصاحب بن عباد رحمه الله مؤلف كتاب المحيط في اللغة والمتوفي سنة ۳۸٥ للهجرة (رضوان الله عليه).
قال الصاحب بن عباد رحمه الله في منظومة يذكر فيها المشاهد المشرفة لانوار الله عزوجل:
يا زائراً قد قصد المشاهدا
وقطع الجبال والفدافدا
فأبلغ النبي من سلامي
مالا يبيد مدة الأيام
حتى اذا عدت لارض الكوفة
البلدة الطاهرة المعروفة
وصرت في الغري في خير وطن
سلم على الورى ابي الحسن
ثمَّت سر نحو بقيع الغرقد
مسلماً على أبي محمد
وعد الى الطف بكربلاء
أهد سلامي أحسن الاهداء
لخير من قد ضمّه الصعيد
ذاك الحسين السيد الشهيد
واجنب الى الصحراء بالبقيع
فثم ارض الشرف الرفيع
هناك زين العابدين الازهر
وباقر العلم وثم جعفر
أبلغهم عني السلام راهنا
قد ملأ البلاد والمواطنا
واجنب الى بغداد بعد العيسا
مسلما على الزكي موسى
واعجل الى طوس على أهدى سكن
مبلغاً تحيتي أبا الحسن
وعد لبغداد بطير أسعد
سلم على كنز التقى محمد
وأرض سامراء ارض العسكر
سلم على علي المطهر
والحسن الرضي في احواله
من منبع العلوم في اقواله
فإنهم دون الانام مفزعي
ومن اليهم كل يوم مرجعي
وللصاحب بن عباد رحمه الله قصيدة في التشوق لمشهد الامام الرضا (عليه السلام) في غربة طوس، نختار منها الابيات التالية، قال (رحمه الله):
يا زائراً سائراً الى طوس
مشهد طهر وأرض تقديس
ابلغ سلامي للرضا وحط على
اكرم رمس لخير مرموس
والله والله حلفة صدرت
عن مخلص في الولاء مغموس
اني لو كنت مالكاً اربى
كان بطوس الغناء تعريسي
وكنت أمضي العزيم مرتحلا
منسّفاً فيه قوة العيس
لمشهد بالزكاء ملتحف
وبالسنى والسناء مأنوس
يا سيدي وابن سادتي ضحكت
وجوه دهري بعقب تعبيس
صدعت بالحق في ولائكم
والحق مذ كان غير مبخوس
يا ابن النبي الذي به قصم
الله ظهور الجبابر الشوس
وابن الوصي الذي تقدم في
الفضل على البزل القناعيس
وحائز الفضل غير مُنقصٍ
ولا بس المجد غير تلبيس
أنتم جبال اليقين أعلقها
ما وصل العمر حبل تنفيس
ما زال عن عقد حبكم أحد
غير نهيم النصاب مدسوس
إذا تأملت شؤم جبهته
وجدت فيها اشراك ابليس
ان ابن عبّاد استجار بكم
فما يخاف الليوث في الخيس
كونوا ايا سادتي وسائله
يفسح له الله في الفراديس
كم مدحة فيكم يحبّرها
كأنها حُلة الطواويس
وها نحن نصل معكم اعزاءنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار، قرأنا لكم فيها شذرات من اشعار الاديب العالم الوزير الصاحب بن عباد (رحمه الله).