بسم الله نور النور وازكى الصلاة والسلام على انوار كرامته الساطعة وكواكب سمائه الطالعة محمد وآله الاطهار.
اخترنا لكم اعزاءنا في هذا اللقاء اربع مقطوعات جميلة من ادباء من مذاهب اسلامية شتى اجتمعت قلوبهم على مودة محمد واله صلوات الله عليهم اجمعين.
شعراء هذه الحلقة هم ابن بسام البغدادي وابن جبير الاندلسي وشرف الدين البوصيري المصري.
نبدأ احباءنا بالشاعر العالم بالادب والحديث وصاحب المصنفات المتعددة ابو الحسن علي بن محمد المعروف بابن بسام البغدادي المولود سنة ۲۳۰ للهجرة والمتوفي سنة ۳۰۲ للهجرة وكان صاحب البريد في بغداد. يقول في مقطوعة عن امير المؤمنين وسيد المظلومين (عليه السلام):
ان علياً لم يزل محنة
ارابح الدين ومغبون
أنزله من نفس المصطفى
منزلة لم تكن بالدون
صيره هرون في قومه
لعاجل الدنيا وللدين
فارجع الى الاعراف حتى
اصنع الناس بهرون
وفي البيت الاخير الافاضل اشارة دقيقة الى احد أوجه تشبيه النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لوصيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بهارون وصي موسى (عليه السلام)، اي من جهة الظلم الذي نزل بكليهما اي بالنسبة لهارون بعد ذهاب موسى عليهما السلام المؤقت وإستخلافه هارون عليه السلام وفي حالة أمير المؤنين بعد وفاة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله).
ومن القرن الهجري السابع والى ديوان الرحالة الاديب ابو الحسين محمد بن احمد الكناني الاندلسي المشهور بأسم (ابن جبير) صاحب كتاب رحلة ابن جبير المعروف وله مصنفات أخرى وقد توفي في رحلته الثالثة في الاسكندرية سنة ٦۱٤ للهجرة.
قال (رحمه الله) في ابيات عن محبة ومودة اهل الكساء عليهم السلام:
أحب النبي المصطفى وابن عمه
عليا ً وسبطيه وفاطمة الزهرا
هم اهل بيت اذهب الرجس عنهم
وأطلعهم افق الهدى انجماً زهرا
موالاتهم فرض على كل مسلم
وحبهم اسنى الذخائر للاخرى
عليهم سلام الله مادام ذكرهم
لدى الملأ الاعلى واكرم به ذكرا
ونبقى في القرن الهجري السابع الافاضل، فنختار لكم ابياتاً من احدى المدائح النبوية للشاعر المصري المشهور صاحب قصيدة البردة المعروفة شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري رحمه الله نختار هذه الابيات من قصيدته الدالية في مدح سيد الرسل (صلى الله عليه وآله)، وفيها يتحدث عن بعض خصائص ائمة العترة المحمدية مشيراً الى ما صح في الاحاديث النبوية من انه لا يخلو منهم أي زمان.
قال شرف الدين البوصيري رحمه الله متحدثاً عن ائمة آل محمد (صلى الله عليه وآله):
إذا ما مضى منهم امام هدى اتى
إمام هدى يدعو الى الله راشد
تبلج من نور النبوة وجهه
فمنه عليه للعيون شواهد
وفاضت بحار العلم من قطر سحبها
عليه فطابت للوارد الموارد
رأى زينة الدنيا غروراً فعافها
فليس له إلا على الفضل حاسد
كأن المعالى الآهلات بغيره
ربوع خلت من اهلها ومعاهد
إذا ذكرت أعماله وعلومه
أقر لها زيد وبكر وخالد
وما يستوي في الفضل حال وعاطل
ولا قاعد يوم الوغى ومجاهد
فقل لبني الزهراء والقول قربة
يكل لسان فيهم أو حصائد
احبكم قلبي فاصبح منطقي
يجادل عنكم حسبة ويجالد
وهل حبكم للناس الا عقيدة
على اسها في الله تبنى القواعد
وان اعتقادا خاليا من محبة
وود لكم ال النبي لفاسد
فان سراة القوم منهم عبيدهم
وان حروف النطق منها الزوائد
فدتكم اناس نازعوكم سيادة
فلم ادر سادات هم ام اساود
ارادوا بكم كيدا فكادوا نفوسهم
بكم وعلى الاشقى تعود المكايد
فان حيزت الدنيا اليهم فان من
نفى زيفها سلما اليهم لناقد
ونختم اللقاء احباءنا بابيات اخرى لشرف الدين البوصيري في آثار مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيها:
بمدح المصطفى تحيا القلوب
وتغتفر الخطايا والذنوب
وارجو ان اعيش به سعيدا
والقاه وليس علي حوب
نبي كامل الاوصاف تمت
محاسنه فقيل له الحبيب
يفرج ذكره الكربات عنا
اذا نولت بساحتنا الكروب
مدائحه تزيد القلب شوقا
اليه كانها حلي وطيف
واذكره وليل الخطب داج
علي فنجلي عني الخطوب
وصفت شمائلا منه حسانا
فما ادري امدح ام سيب
ومن لي ان ارى منه محيا
يسر بحسنه القلب الكئيب
نشكر لكم احباءنا جميل اصغائكم لهذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار الى لقاء مقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.